درجة حديث إنَّ الله لا ينظُر إلى الصَّفّ الأعوج

منذ 2012-07-10
السؤال:

هل عبارة: "إنَّ الله لا ينظُر إلى الصَّفّ الأعوج" حديثٌ صحيح؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فهذا الحديثٌ مشهورٌ على ألسِنة النَّاس ومتداول بين كثيرٍ من أئمَّة المساجد، إلا أنَّه لا أصْلَ له صحيحٌ ولا ضعيف، ولم يُخَرَّج في شيء من كُتُب السُّنَّة المعتمدة فيما وقَفْنا عليه، وهي من أمارات الوضع عند أهل العلم كما نص عليه ابن الجوزي.

قال الشَّيخ مُحمَّد بن صالح العُثَيْمين في "مَجموع الفتاوى": "وهُنا تنبيهٌ -أرجو الله سُبحانَه وتعالى أن يَجد آذانًا مُصْغيةً من إخْوانِنا الأئمَّة والمأمومين- وهو أنَّ قولَ بعض الأئمَّة: إنَّ الله لا ينظُر إلى الصَّفّ الأعوج؛ لا يَصِحّ؛ حيث إنَّ هذا الحديثَ لا يصِحّ عنِ النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم" اهـ.

وقال العلامة ابنُ باز: "لا أصلَ له".

هذا؛ وقد صحَّتْ أحاديثُ كثيرةٌ في تَسوية الصّفوف فيها الغُنية عن هذا منها:

- ما رواه أنسٍ رضِي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "سوّوا صفوفَكم فإنَّ تَسويةَ الصّفوف من تَمام الصَّلاة" (متَّفق عليه).

- ومنها: أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم كان يُقبِل بوجهه على الصَّحابة قبل أن يُكَبّر ويقول: "تراصّوا واعتدلوا" (متَّفق عليه).

- ومنها: قوله صلَّى الله عليْه وسلَّم: "سوّوا صفوفَكم، وحاذُوا بيْن مناكبِكُم، ولينوا في أَيْدي إخوانِكم، وسدُّوا الخلل فإنَّ الشَّيطان يدخُل فيما بينكم" (رواه أحمد).

- ومنها: قوله صلى الله عليه وسلَّم: "ألا تُصفّون كما تصفُّ الملائكة عند ربها؟" قلنا: كيف تصفّ الملائكة عند ربّها؟ فقال: "يتمّون الأوَّل ويتراصّون في الصف" (رواه مسلم).

- ومنها: قوله صلى الله عليه وسلَّم: "لتسوّنَّ صفوفَكم أو ليخالِفنَّ الله بيْن وجوهِكُم" (متَّفق عليه عن النعمان بن بشير)، وفي رواية عند أبي داود: "وَاللَّهِ لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكم أَو لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ" قال النعمان: "قَالَ فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ وَرُكْبَتَهُ بِرُكْبَةِ صَاحِبِهِ وَكَعْبَهُ بِكَعْبِهِ.))،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 19
  • 2
  • 94,060

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً