المُسَاقَاة

منذ 2012-08-22
السؤال:

ما هي المساقاة في الفقه؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فلعلَّ السَّائلَ الكريم يَقْصِد المُسَاقَاةَ، فإِنْ كان كذلك، فالمساقاةُ في اللغة: مُفَاعَلَةٌ من السَّقْيِ -بفتح السّين وسكون القاف- وهي دَفْعُ النَّخيل والكروم إلى مَن يعمره، ويَسْقِيه، ويَقوم بِمصلحته، على أن يكونَ للعامل سَهْمٌ (نصيب)، والباقي لمالك النَّخيل.

ولا يَخرج المعنى الاصطلاحيُّ عن المعنى اللغويِّ.

قال الجرجانيُّ: "هي دفع الشَّجر إلى مَن يُصلحه بِجُزءٍ من ثَمَرِه".

والمُساقاة من العقود الجائزة بين المسلمين؛ والدَّليل على جوازِها حديثُ ابنِ عُمر المتَّفقُ عليه، وهو أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلَّم عَامَل أهل خَيْبَرَ بِشَطر ما يَخرج منها من ثَمر، وفي روايةٍ لَهما -أي: الشَّيخين-: فسألوه أن يُقِرَّهم بِها على أن يَكْفُوه عملَها، ولهم نِصْفُ الثَّمر، فقال لَهُم رسولُ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم: "نُقِرُّكم بِها على ذلك ما شِئْنا"، فقرُّوا بِها حتَّى أجلاهُم عمر رضي الله عنه.

وما رواه البُخاريُّ، من أنَّ الأنصارَ قالوا للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: اقْسِم بينَنا وبيْن إخوانِنا النَّخيل، قال: "لا"، فقالوا: تَكفونَنا المؤونة، ونَشْرَكُكم في الثمرة، قال: "نعم"، قالوا: سمعنا وأطعنا،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 0
  • 0
  • 2,149

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً