سماع الأذان في مكان غير طاهر
ماذا أفعل عند سماع الأذان وأنا في الحمَّام أو مكان لا أستطيع ترديد الأذان أو قراءة الدعاء الذي يليه؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإِذا سَمِعَ المرءُ الأذانَ وهو في مكانٍ أو على حال لا يستطيعُ معه ترديدَ الأَذانِ، فإنَّه غير مطالب بإجابة المؤذن أو بالذكر بعده، وهو مُخيَّر بين متابعة المؤذِّن في نَفسِه -دون أن يحرك شفتيه- أو أن ينتَظِر حتى يفرُغ من حاجته ثمَّ يقول ما فاته.
فقد روى مسلم في صحيحِه عن عبدالله بْنِ عُمَر رضِيَ الله عنْهُما "أنَّ رجُلاً مرَّ ورسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يبولُ فسلَّم فَلَمْ يرُدَّ عليه"، وعنِ المُهاجر بن قنفذ أنَّه أتَى النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهو يبول فسلَّم عليهِ فلَمْ يَرُدَّ عليْهِ حتَّى توضَّأ، ثُمَّ اعتَذَرَ إليْهِ فقال: "إنِّي كرِهْتُ أن أذْكُرَ الله عزَّ وجلَّ إلا على طُهْر أو قالَ: على طهارة" (رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني).
قال النَّوويُّ رحِمه الله في كتاب "الأذكار": "يُكْرَهُ الذِّكرُ والكلامُ حالَ قضاءِ الحاجة سواءٌ كان في الصَّحراءِ أو في البُنْيَان، وسواءٌ في ذلك جَميع الأذكارِ والكلام إلا كلام الضَّرورة، حتَّى قال بعضُ أصحابِنا: إذا عطِسَ لا يَحمَد اللَّه تعالى، ولا يشمِّتُ عاطِسًا ولا يردُّ السَّلام، ولا يُجيب المؤذِّن، ويكون المُسَلِّم مُقَصِّرًا لا يَستحقُّ جوابًا، والكلام بِهذا كلِّه مكروهٌ كراهيَةَ تَنزيهٍ ولا يَحرم، فإنْ عَطِسَ فَحَمِدَ اللَّه تعالى بقَلْبِه ولم يُحرِّك لِسانَه فلا بأس، وكذلك يَفعَلُ حالَ الجِماع".
وقال في "المجموع" بعد أن ذَكَرَ استِحْباب حكايةَ الأذان لكُلِّ سامع: "ويُستثنَى من هذا المُصلِّي، ومَن هو على الخَلاء والجِماع، فإذا فَرَغَ من الخلاء والجِماع تابعه" انتهى.
وعليه؛ فيكره ترديدَ الأذانِ وهو على تِلكَ الحالةِ،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: