هل الأفضل لمن ساق الهدي التمتع أم القران؟
الأفضل له القران، بل لو قيل إنه يتعين عليه القران لما بعد وإن كان بعض أهل العلم يجيز له التمتع على أن لا يتحلل بين الحج والعمرة، لكن الفرق بينه وبين القارن أنه لابد أن يطوف ويسعى للعمرة ثم يترك التقصير: {ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله} [البقرة: 196]، ثم بعد ذلك يحج فإذا جاء يوم النحر ونحر هديه فلقد حل.
فعلى كل حال من ساق الهدي لزمه القران ولذا لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ولم يحل قيل له ما شأنك لم تحل وقد أمرت بالإحلال؟ قال لأنه ساق الهدي صلى الله عليه وسلم (1)، وأسف على ذلك (2).
فالأفضل لمن ساق الهدي القران ومن لم يسق الهدي التمتع.
وهل إذا ساق الهدي يجب القران؟ على كل حال لا يجوز له أن يتحلل بين الحج والعمرة سواء جوزنا له التمتع أو منعناه منه وألزمناه بالقران لكن الفرق بينهما أنه إذا جوزنا له التمتع أنه يطوف ويسعى بنية العمرة ثم بعد ذلك يطوف ويسعى للحج ولا يجوز له أن يحل بينهما، وإذا قلنا إنه تلقائياً ما دام ساق الهدي لا يسوغ له إلا القران فإنه حينئذ يكفيه عن حجه وعمرته طواف واحد وسعي واحد.
_____________________
(1) أخرجه البخاري (1566)، ومسلم (1229) من حديث أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، وفيه: قالت يا رسول الله ما شأن الناس حلوا ولم تحلل أنت من عمرتك؟ قال: "إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر".
(2) أخرجه البخاري (1568)، ومسلم (1216) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وفيه: "فلولا أني سقت الهدي لفعلت مثل الذي أمرتكم ولكن لا يحل مني حرام حتى يبلغ الهدي محله".
عبد الكريم بن عبد الله الخضير
عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وحاليا عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
- التصنيف:
- المصدر: