الزواج بمن مسّ يدها
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: فقه الزواج والطلاق -
أنا أحببت فتاة وتقدَّمتُ لخِطْبتِها، أهلها رفضوا لأسبابٍ غريبة وظلموا الفتاة، وخطبوها لشخصٍ سيئ لإبعادها عني.
أنا أدعو بالصَّبر والرحمة لي وللفتاة، ولكن سؤالي:
أنا كنت أحبُّها وأنوي الزَّواج بها، ولمست يدها أكثر من مرَّة، ووالله كان الزَّواج في نيَّتي، والآن أصبحت بعيدة، وحين أقرأ: {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً} [النور: 3]، يرتَجف جسدي، هل ستكون زوجتي المستقبليَّة زانية؟ كيْف لي أن أثق بها؟ أنا تبت إلى الله تعالى، ماذا أفعل؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فالحمدُ لله الَّذي منَّ عليْك بالتَّوبة، واعلَمْ أنَّ الله يعلَم غيْب السَّماوات والأرْض، وهو تعالى يقدِّر لعبده ما فيه الخير، وأنت لا تعْلم الغيب، ولا تعْلم أين الخيْر، فقد يكون الخيرُ لها في الزَّواج من غيرك، والخير لك في الزَّواج من غيرها؛ وقد قال تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36].
فكلُّ شيءٍ مقدَّر من الله عزَّ وجلَّ والإيمان بالقدَر يبْعَثُ في النَّفس الطُّمَأْنينة، والصَّبر والرِّضا.
أمَّا كلامُك عن لَمْس يدِها والزِّنا، فاعلم أنَّ مجرَّد لمس يدِ الأجنبيَّة لا يعتبر زنًا حقيقيًّا، وإنما هو من مقدمات الزِّنا، والله أعلم.