بين أُويس القرني والنَّجاشي
هل يُعدُّ كلٌّ من: أُويس القرني والنَّجاشي ملك الحبشة صحابيًّا، ويقالُ عن كلٍّ منْهُما: رضي الله عنه، وما معنى هذه الصيغة؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإنَّ أويسًا القرنيَّ هو تابعيٌّ جليل، وليس صحابيًّا، وهو الذي أثْنى عليْه رسولُ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم كما في الحديث الذي رواه مسلم عن عمر رضي الله عنه قال: إنِّي سمعت رسولَ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم يقول: "إنَّ خير التَّابعين رجلٌ يُقال له: أُويس، وله والدةٌ، وكان به بياضٌ، فمروه، فليستَغْفِر لكم".
والفرق بين الصَّحابي والتَّابعي هو: أنَّ الصَّحابي مَنِ اجتمع بالنَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم أو رآه، مؤْمِنًا به، ومات على ذلك.
وأمَّا التَّابعي، فلم يلْقَ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وإنَّما لقي مَن لقِيَه من الصحابة، أو لقِيه ولكن لم يؤمن به إلاَّ بعدُ.
أمَّا النَّجاشي رضِي الله عنه فيُعْتَبر تابعيًّا مخضرمًا؛ لأنَّه آمن بالنَّبيِّ صلَّى الله عليْه وسلَّم في حياته؛ ولكنَّه لَم يجتمع به صلَّى الله عليْه وسلَّم.
وقد أثنى عليه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وصلَّى عليه، فقال: "توفِّي اليوم رجلٌ صالح من الحبَش، فهلمُّوا، فصلُّوا عليْه"، فصففْنا خلفه، فصلَّى رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ونحن صفوف" (متَّفق عليه).
وعن أبي هُريْرة رضي الله عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم نعى النَّجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلَّى، فصفَّ بهم، وكبَّر عليه أربعَ تكبيرات" (رواه الجماعة).
أما عبارة: "رضي الله عنه" فخبر يفيد الدعاء، ومعناها: اللهم ارضَ عنه وقد سبق بيان حكمها مفصلا في فتوى: "الترضي على غير الصحابة"،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: