حكم بيان أخطاء المصلين بصور ذوات الأرواح

منذ 2012-12-27
السؤال:

أخطاء المصلّين بالصور: هلْ يَجوزُ وضْعُ صورٍ في المُنتدى لِغَرض التَّعليم من باب الحاجة، مع الإعلام بأنَّ التَّصوير حرام، وإنَّما وُضِعَت هذه الصور لنتعلَّم منْها؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فقد اختلفَ العلماء المُعَاصرون في حكم التصوير بالآلة، والمُترجّح عندنا -والعلم عند الله- أنَّها مُحَرَّمَة ولا يجوز استخدامها إلاَّ في حال الضرورة؛ كالهويَّة وغيرها، كما سبق بيانه في فتوى: "حكم لعب الأطفال المجسمة". 

أمَّا استخدام الصور في التنبيه على بعض أخطاء المصلين، أو تعليم صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من المقاصد الحسنة، مع وضع تلك الصور في المنتديات وغيرها للاستِفادة منها -: فلا شيء فيه إن شاء الله تعالى بعد طَمس رأس الصورة، وبهذا تتحقق المصلحة مع الخروج منَ الحَرَج، فنبين للناس ما نُريدُه مع البعد عن المَحذورٍ شرعي؛ وذلك لِما روى الإسماعيلي في مُعْجَمه عنِ ابْنِ عبَّاسٍ مرفوعًا قال: "الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة"، والحديثُ صحَّحه الألباني، وروى أحمد وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل - عليه السلام - فقال إنِّي كنتُ أتَيتُكَ الليلة فلم يمنعني أن أدخلَ عليكَ البيت الذي أنتَ فيه إلاَّ أنَّه كانَ في البيت تمثال رجلٍ -وكان في البيت قِرَامُ سِتْرٍ فيه تماثيلُ- فمُرْ برأس التِّمثال الذي في البيت يُقْطَع فيصير كهيئة الشجرة، ومُرْ بالسِّتْر يُقْطَع فيجْعَل منه وسادتينِ مُنتبذتينِ تُوطآنِ، ومُر بالكلب فيُخْرَج"، فَفَعَل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا الكلب جروٌ كان للحسن والحسين تَحت نضد لهما، وفي رواية عند النسائي: "إما أن تقطع رؤوسها أو تجعل بسطا توطأ"،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 0
  • 0
  • 7,401

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً