المشاكل المالية لا تجيز قطيعة الرحم
خالد بن عبد الله المصلح
- التصنيفات: الآداب والأخلاق -
أعطيت أخي مبلغاً كبيرًا من المال على سبيل الدين ليعمل به مشروعاً ثم يرده عند جني الأرباح، وعند انتهاء المشروع أخذ يماطل بالدفع لمدة سنة، ثم قال بأنه خسر كل شيء. ولم يستطع إثبات هذا الكلام، و عندها حلفت بأن لا يدخل بيتي أو أدخل بيته حتى يرده، مع العلم بأن نصف المال الذي أقرضته إياه استلفته من بطاقة الإتئمان وأحتاج الآن عدة سنوات لأسدده، وأنا الآن بضائقة مالية بسببه. والسؤال هو: ما حكم الدين بمقاطعتي لأخي وهل علي إثم؟
لا يحل لك مقاطعة أخيك لأجل هذا، بل الواجب عليك صلته؛ لأنه من الرحم التي يجب وصلها وقد قال الله تعالى: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم". وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه" (رواه الشيخان من حديث أبي هريرة). وفيهما من حديث عائشة:"الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله". وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إليّ وأحلم عنهم ويجهلون عليّ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن كان كما تقول فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهيرعليهم ما دمت على ذلك". وكل هذا وغيره من النصوص الشرعية يدل على وجوب الصلة وتحريم القطيعة، إلا أن ذلك لا يمنعك من المطالبة بحقك دون إساءة أو قطيعة وأذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان من حديث أنس وغيره: "لا يحل لمسلم أن يهجرأخاه فوق ثلاث". وفقنا الله وإياك لما يحبه الله ويرضاه.
تاريخ الفتوى: 13-9-1424هـ.