هل هذا من خوارم المروءة؟
هل يعد من يأكل في السوق من خوارم المروءة ومن الأمور المخلة بالآداب وهل يعد من أكل في المطاعم كذلك مع تغير العرف في هذا الزمان؟
عرف الفقهاء المروءة بأنها استعمال ما يجمل العبد ويزينه وترك ما يدنسه ويشينه، قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (2/352): "وحقيقة المروءة تجنب للدنايا والرذائل من الأقوال والأخلاق والأعمال" ثم فصل في ذلك تفصيلاً جيداً والذي يتلخص لي في خصال المروءة وخوارمها أنها قسمان في الجملة: قسم لا يختلف باختلاف الزمان والمكان والشخص وهو ما يتعلق بالأخذ بمحاسن الأخلاق وترك رديئها قولاً وعملاً من بذل الندى وكف الأذى، وقسم يختلف باختلاف الزمان والمكان والشخص وهو ما أشار النووي إليه في تعريفه للمروءة في المنهاج حيث قال: (تخلق بخلق أمثاله في زمانه ومكانه) فإذا كان كذلك فما سألت عنه من الأكل في السوق أو الأكل في المطاعم مما يندرج في القسم الثاني الذي يختلف باختلاف الأشخاص وباختلاف الزمان والمكان؛ ولا يعكر على هذا أن جماعة من الفقهاء قد نصوا على أن ذلك من خوارم المروءة فإن هذا مما جرى به عرفهم، والله أعلم.
تاريخ الفتوى: 12-2-1425هـ.
خالد بن عبد الله المصلح
محاضر في قسم الفقه في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم
- التصنيف:
- المصدر: