حكم التصوير في المسجد
ما حكم تصوير خطبة الجمعة بالفيديو؟ ودروس المسجد كذلك؟ ألا يعد ذلك تصوير والتصوير محرم أم أن الغاية تبرر الوسيلة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومن والاه، أمَّا بعدُ:
فإنَّ تصوير الفيديو جائزٌ على الرَّاجِح من قَوْلَي أهل العلم؛ لأنَّ الصورة فيه تُشْبِه الصورة في المرآة ولا تُشْبِهُ غَيْرَها مما له جِرم – بمعنى أنها ليست ورقية ولا منحوتة – وذلك بشرط أن يكون ما يَتِمُّ تصويره مباحًا، محمود المقصد؛ كتصوير الدروس العِلميَّة ونحوِها، أو الوقائع الإخبارية، أو التعليمة، أو التثقيفية، أو الترفيه المباح.
وأما إن كان التصوير لما لا يجوز شرعا من الأغاني، والمسلسلات، والأفلام، وما تحويه من تبرُّج النِّساء، واختلاطِهِنَّ بالرجال، وكشف العورات، فلا يجوز، ويأثم فاعلُه؛ لأنَّ فيه نشرَ الرذيلة، وبثّ الفساد، والإعانة على المُنْكَرِ، والمشاركة فيه.
قال الشيخ ابن عثيمين: "والصُّور بالطُّرُقِ الحديثة قسمان:
الأوَّل: لا يَكُونُ له مَنْظَرٌ ولا مَشْهَد ولا مظهر، كما ذُكِرَ لِي عن التصوير بِأَشرطة الفيديو، فهذا لا حُكْمَ له إطلاقًا، ولا يَدْخُل في التحريم مطلقًا، ولهذا أجازه العلماء الذين يَمْنَعونَ التّصوير على الآلة الفوتوغرافية على الورق، وقالوا: إن هذا لا بأس به" انتهى من "الشرح الممتع".
وسُئِلَ الشَّيخُ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: ما حكم تصوير وقائع الاحتفالات والمؤتمرات والندوات بالفيديو؟
فأجاب: "عند رجاء المصلحة العامَّة في تصوير الحفلة أو الندوة أو المجتمع الإسلامي الذي فيه الدعوة إلى الله، إذا رُؤِي في هذا أنَّ المصلحة أكثر، وأنَّ هذا التصوير يترتَّب عليه الخيرُ ونفع الناس.. وانتفاعُهم بهذا الحفل أو هذه الندوة فلا حرج في ذلك إن شاء الله" انتهى من "فتاوى إسلامية".
وعليه؛ فلا حرج من تصوير الخطب والدروس ونحوِها؛ لِما فيه من مصلحةٍ راجحةٍ، ونشرٍ لِلخير، ونفعٍ للناس،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: