قراءة الحامل لِسورة يوسف
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
انتشرتْ في المنتديات دعوةٌ لقراءة الحامل لسورةِ يوسُف على بطْنِها، في الشّهور الثَّلاثة الأولى بالذَّات، أو طوالَ فترة الحمل؛ ليَرْزُقها الله تعالى بطفلٍ شديد الجمال.
يُرجَى بيانُ حكم هذا الأمر عاجِلاً؛ لخلوّ مواقع الفتوى الموثوق بِها من أيّ فتوى تتناول هذا الموضوع.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإنَّه لم يَرِدْ في كتاب الله، ولا في سُنَّة رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّم ولا عنْ صحابتِه الكرام، ما يدلّ على أنَّ قراءة المرأةِ الحامل لسورةِ يُوسف تَزيد من جَمال الطفل.
وأما يَنتشر في بعْضِ المنتديات عن تَجاربَ قام بِها بعضُ المجرّبين لذلك، فلا يَنبغي التَّعويلُ عليه؛ لِعدم وجود ما يدلّ عليْه دينيًّا أوْ علميًّا.
ومع ذلك، فلا بأْسَ أن تعتادَ المرأةُ الحامل قراءةَ القُرآن الكريم واستماعه دون تخصيص سورة من السور؛ لأنه أولاً عبادة تؤجر عليها المرأة، ولِما أثبتَتْه التجارب العلميَّة، من أنَّ جميع عناصر السَّمع عند الجنين تكتَمِل لدى بلوغِه الشَّهر السَّادس من الحَمل، فإذا كان الصوتُ صوتَ قرآن، يُرْجَى أن يؤثّر تأثيرًا إيجابيًّا على الجنين، ويعودَ عليه بالنَّفع؛ لما فيه من الخير والبركة، ولكن من غير تَحديد نَوْعِ هذا النَّفع؛ حيث إنَّ هذا من علم الغيب، الذي استأثر الله بعلمه؛ قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 6].
قال القرطبي رحِمه الله في "الجامع لأحكام القرآن": "يعني: من حُسْن وقُبْح، وسوادٍ وبَيَاض، وطُول وقِصَر، وسَلامة وعاهة، إلى غير ذلك". اهـ،، والله أعلم.