هل حالتي تتطلب الدواء أو لا ؟ وهل هذا من الشيطان..
منذ 2006-12-01
السؤال: أولاً أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنة ، أدرس في كلية الطب ، توفي والدي
في الفترة الأخيرة ، وأصبح جُلّ المسؤوليات على عاتقي ، علماً بأن لي
أخاً أكبر مني لكنه عاجز ، أصبت قبل أيام بحالات اضطراب نفسي ، وأصبحت
أخاف من المرض والموت وتأتيني حالات بأني سأموت اليوم وما شابه ذلك من
الأفكار الغريبة ، ذهبت إلى دكتور نفسي وقال لي : إنك تعانى من القلق
والاكتئاب ، أعطاني دواء ولكن لم آخذه . التزمت - والحمد لله -
والتجأت إلى الله عز وجل ، والحمد لله أنا الآن أحسن بكثير مع قراء ة
القرآن والصلاة في المسجد ، سؤالي هو : هل حالتي تتطلب الدواء أو لا ؟
وهل هذا من الشيطان أم مرض عضوي ؟
الإجابة: الحمد لله
لا غنى للمؤمن عن ربه عز وجل ، فهو - عز وجل - الذي يجلب النفع ويدفع الضر ، فلجوؤك إلى الله عز وجل هو الفعل الصحيح . الموت حق ، وقد كتبه الله تعالى على كل نفسٍ ، كما قال عز وجل : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ { آل عمران/185 ، ومهما بذل الإنسان من أسباب فإنها لن تدفع عنه قدر الله عز وجل وقضاءه ومنه الموت .
لا ينبغي للخوف أن يصد العبدَ عن الطاعة بل العكس هو الصواب ، فالخوف هو الذي يقوده للطاعة ويحثه على العبادة ، والخوف - كما يقول ابن قدامة - " سوط الله تعالى يسوق به عباده إلى المواظبة على العلم والعمل ، لينالوا بهما رتبة القرب من الله تعالى " . وقد يؤدي الخوف بصاحبه إلى همٍّ وغمٍّ ومرض ، وقد يؤدي به إلى اليأس من رحمة الله تعالى ، وهنا يكون خوفه غير محمود بل مذموم . وينبغي أن يُعلم أن كثيراً من الهموم والضغوط النفسية سببها عدم الرضا ، فقد لا نحصل على ما نريد ، وحتى لو حصلنا على ما نريد فقد لا يعطينا ذلك الرضا التام الذي كنا نأمله ، فالصورة التي كنا نتخيلها قبل الإنجاز كانت أبهى من الواقع .
وحتى بعد حصولنا على ما نريد فإننا نظل نعاني من قلق وشدة خوفا من زوال النعم ، فلا علاج لهذا إلا بالرضا بقدر الله تعالى والشكر على نعمه والصبر على ما يقدره الله تعالى من الشدائد والمصائب وقد تكون حالتك بحاجة لطبيب ، لكن لتعلم أن أكثر أمراض الناس ليست أمراضاً عضوية بل هي نفسية تؤثر على الأعضاء .
يقول الدكتور الفاريز : لقد اتضح أن أربعة من كل خمسة مرضى ليس لعلتهم أساس عضوي البتة ، بل مرضهم ناشئ من الخوف ، والقلق ، والبغضاء والأثرة المستحكمة ، وعجز الشخص عن الملاءمة بين نفسه والحياة " . فانظر كيف أن بكاء يعقوب عليه السلام على ابنه يوسف عليه السلام أفقده بصره ، وكيف أن الغم بلغ مداه بعائشة رضي الله عنه عندما تطاول عليها أهل الإفك فظلت تبكي حتى قالت : " ظننت أن الحزن فالق كبدي " متفق عليه .
قال الدكتور حسَّان شمسي باشا : وفي حالات القلق يزداد إفراز مادة في الدم تدعى " الأدرينالين " ، فيرتفع ضغط الدم ، ويتسرع القلب ، ويشكو الإنسان من الخفقان ، أو يشعر وكأن شيئا ينسحب إلى الأسفل داخل صدره . ويظن بقلبه الظنون ، ويهرع من طبيب إلى طبيب ، وما به من علة في قلبه ، ولا مرض في جسده إلا أنه يظل يشكو من ألم في معدته واضطراب في هضمه ، أو انتفاخ في بطنه ، واضطراب في بوله أو صداع في رأسه . اهـ انتهى فعليك بالإيمان والتقوى والمحافظة على الأذكار والأوراد الشرعيَّة فهي من أعظم أنواع العلاجات لإزالة ما يتكدر به الخاطر ، وما تحزن من أجله النفوس . ومن الأدعية النبوية في هذا الباب :
1. عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول " " . رواه البخاري ( 6008 ) . ضَلع الدَّين : غلبته وثقله .
2. عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " "ا . رواه أحمد ( 3704 ) . والحديث : صححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 199 ) .
3. عن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " " . رواه الترمذي ( 3505 ) . والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 3383 ) .
لا غنى للمؤمن عن ربه عز وجل ، فهو - عز وجل - الذي يجلب النفع ويدفع الضر ، فلجوؤك إلى الله عز وجل هو الفعل الصحيح . الموت حق ، وقد كتبه الله تعالى على كل نفسٍ ، كما قال عز وجل : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ { آل عمران/185 ، ومهما بذل الإنسان من أسباب فإنها لن تدفع عنه قدر الله عز وجل وقضاءه ومنه الموت .
لا ينبغي للخوف أن يصد العبدَ عن الطاعة بل العكس هو الصواب ، فالخوف هو الذي يقوده للطاعة ويحثه على العبادة ، والخوف - كما يقول ابن قدامة - " سوط الله تعالى يسوق به عباده إلى المواظبة على العلم والعمل ، لينالوا بهما رتبة القرب من الله تعالى " . وقد يؤدي الخوف بصاحبه إلى همٍّ وغمٍّ ومرض ، وقد يؤدي به إلى اليأس من رحمة الله تعالى ، وهنا يكون خوفه غير محمود بل مذموم . وينبغي أن يُعلم أن كثيراً من الهموم والضغوط النفسية سببها عدم الرضا ، فقد لا نحصل على ما نريد ، وحتى لو حصلنا على ما نريد فقد لا يعطينا ذلك الرضا التام الذي كنا نأمله ، فالصورة التي كنا نتخيلها قبل الإنجاز كانت أبهى من الواقع .
وحتى بعد حصولنا على ما نريد فإننا نظل نعاني من قلق وشدة خوفا من زوال النعم ، فلا علاج لهذا إلا بالرضا بقدر الله تعالى والشكر على نعمه والصبر على ما يقدره الله تعالى من الشدائد والمصائب وقد تكون حالتك بحاجة لطبيب ، لكن لتعلم أن أكثر أمراض الناس ليست أمراضاً عضوية بل هي نفسية تؤثر على الأعضاء .
يقول الدكتور الفاريز : لقد اتضح أن أربعة من كل خمسة مرضى ليس لعلتهم أساس عضوي البتة ، بل مرضهم ناشئ من الخوف ، والقلق ، والبغضاء والأثرة المستحكمة ، وعجز الشخص عن الملاءمة بين نفسه والحياة " . فانظر كيف أن بكاء يعقوب عليه السلام على ابنه يوسف عليه السلام أفقده بصره ، وكيف أن الغم بلغ مداه بعائشة رضي الله عنه عندما تطاول عليها أهل الإفك فظلت تبكي حتى قالت : " ظننت أن الحزن فالق كبدي " متفق عليه .
قال الدكتور حسَّان شمسي باشا : وفي حالات القلق يزداد إفراز مادة في الدم تدعى " الأدرينالين " ، فيرتفع ضغط الدم ، ويتسرع القلب ، ويشكو الإنسان من الخفقان ، أو يشعر وكأن شيئا ينسحب إلى الأسفل داخل صدره . ويظن بقلبه الظنون ، ويهرع من طبيب إلى طبيب ، وما به من علة في قلبه ، ولا مرض في جسده إلا أنه يظل يشكو من ألم في معدته واضطراب في هضمه ، أو انتفاخ في بطنه ، واضطراب في بوله أو صداع في رأسه . اهـ انتهى فعليك بالإيمان والتقوى والمحافظة على الأذكار والأوراد الشرعيَّة فهي من أعظم أنواع العلاجات لإزالة ما يتكدر به الخاطر ، وما تحزن من أجله النفوس . ومن الأدعية النبوية في هذا الباب :
1. عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول " " . رواه البخاري ( 6008 ) . ضَلع الدَّين : غلبته وثقله .
2. عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " "ا . رواه أحمد ( 3704 ) . والحديث : صححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 199 ) .
3. عن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " " . رواه الترمذي ( 3505 ) . والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 3383 ) .
- التصنيف: