من صور القمار
فقد ذهبت لأحد محلات العطور وأعجبت بعطرين، فقال لي صاحب المحل إن أردت أن تأخذ فخذ أحدهما وسوف تدخل السحب على جائزة قيمتها تتجاوز العشرين ألف، واخترت العطر الذي أشار علي به صاحب المحل وربحت الجائزة فما الحكم؟
الذي يظهر لي أن ذلك قمار محرم، فقد دفعت ثمنا في العطر الذي اشتريت ليس مقابل السلعة التي اشتريتها، ولكن مقابل الجوائز التي ستقدم لبعض الفائزين في السحب. ومن أهم أسباب تحريم القمار أنه أكل لأموال الناس بالباطل، حيث يستغل البائع حب الناس وتشوفهم للجوائز بجعلهم يدفعون ثمنا لجائزة مظنونة قد تأتي وقد لا تأتي، ويقوم هو بتقديم جائزة لا تشكل في المال المجموع إلا قليلا. وحتى لو قيل إن كل ما جمعه البائع من مال في سبيل تقديم الجوائز تم صرفه في جوائز، لقيل بالتحريم حيث إن كل شخص قد دخل في معاملة قمارية، فقد يكسب مبلغا كبيرا أو قد يخسر كل ما قدم. وأرى أن تتصدق بتلك الجائزة على سبيل التخلص، والله أعلم.
تاريخ الفتوى: 8-1-2006.
محمد بن سعود العصيمي
الأستاذ المشارك بقسم الإقتصاد في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
- التصنيف:
- المصدر: