طرق النِّكاح الحلال

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فقدْ سبقَ الجوابُ على سؤالِك في الفتوى: "المداعبة بين الزوجين". 

أما ممارسة الجماع في الظلام، فمن العادات والتقاليد المنتشرة في بلادنا العربية، وقد يكون الدافع له شدة حياء المرأة، أو غير ذلك، ومعلوم أن هذه الأمر من التحسينات، التي تختلف باختلاف الأشخاص والثقافات، والبلدان وغير ذلك؛ ومن ثَم فالأظهر أن يوكلها الشارع لأذواق المكلفين؛ قال الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ} [البقرة: 223] أي: كيف شئْتم مقبلة ومدبرة ومستلقية؛ في صمام واحد، وأَنَّى: حرف استفهام معناه: كيف شئتم، وحيث شئتم، بعد أن يكون في صمام واحد.

قال القرطبي في التفسير: "... هذه الأحاديث نص في إباحة الحال والهيئات كلها؛ إذا كان الواطئ في موضع الحرث، أي كيف شئتم من خلف ومن قدام وباركة ومستلقية ومضطجعة".

هذا؛ وقد ذكرنا في الفتاوى المحال عليها: أنه لا خلاف بين الفقهاء أنه يحل لكلا الزوجين النظرُ إلى جميع جسم الآخر حتى الفرج؛ فالجماع في نور الغرفة جائز بطريق الأولى،، والله أعلم.