حكم إزالة الرجل شعر ساقيه وصدره
هل يَجوز أن يَحلق الرَّجلُ شَعْر ساقَيْه وصدرِه بدون وجودِ مرضٍ جلْدي أو أيّ علَّة؛ بدعْوى أنَّه كثيف، ومن باب النظافة؟ وهل هذا تشبُّه بالنساء؟ وهل حديث الرَّسول الكريم بأن "الرجُل الأملس ملعون" صحيح؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإنَّ شعر الجِسْم على ثلاثة أقسام:-
قِسم أمر الشَّارع بإزالتِه؛ كشعر الإِبِط، وشعرِ العانة؛ ففي صحيح مسلم عن أنسٍ رضِي الله عنه قال: "وقَّت لنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في قصِّ الشَّارب، وقلْم الظُّفر، ونتْف الإبط، وحلق العانة - ألاَّ نترُكَ ذلك أكثرَ من أربعين يومًا".
وقِسم نَهى الشَّارع عن إزالتِه؛ كشعرِ الحاجبَين؛ لأنَّه من النَّمص الَّذي لعن الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم فاعلَه، وشعر اللحية، وراجع فتوى: "اللحية".
وقِسم سكت عنه الشَّارع، فلم يأْتِ نصٌّ بالأمر بإبْقائه أو إزالتِه، وهو شعر باقي أنْحاء الجسم، وهذا القسم معفوٌّ عنْه، فإن شاء أبْقاه الشَّخص، وإن شاء أزاله؛ فيدخل في عموم قوله صلَّى الله عليْه وسلَّم: "الحلال ما أحلَّ الله في كتابِه، والحرام ما حرَّم اللهُ في كتابه، وما سكت عنْه، فهو ممَّا عفا عنه" (رواه الترمذي، وحسَّنه الألباني).
وعليه؛ فحلْق شعر السَّاق والصَّدر عند الرَّجُل جائزٌ مطلقًا، سواءٌ لسببٍ مرَضي، أم لأجْل النَّظافة، أم غير ذلك، وليس فيه تشبُّه بالنساء.
وأمَّا الحديث الذي ذكرتَه، فلم نجدْه في شيء من كتُب السنَّة المعتمدة الموجودة بين أيدينا، ولم يرْوِه أحدٌ من أصحاب المصنَّفات الحديثيَّة المشهورة المعروفة؛ فالظاهر أنه لا أصل له، قال العجلوني في "كشف الخفاء": " (إن الله يحب الرجل المشعراني، ويكره المرأة المشعرانية)، فلم أره بهذا اللفظ، لكنه بمعنى ما نقله السيوطي عن مجمع الغرائب للشيخ عبد القادر الفارسي حيث قال: إن الله يحب الرجل الأزب، وسكت عليه ويبغض المرأة الزباء، والأزب بفتح الهمزة كثير الشعر".اهـ. مختصرا،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: