التعليم المختلط
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
نحن طلبة قسم القرآن الكريم نسأل عن حكم الاختلاط في الجامعة. علما أنه لا يوجد في بلدنا جامعات غير مختلطة. وإذا لم ندخل بها سيدخلها غيرنا من أصحاب البدع والعلمانيين ويتخرجون يحاربون السنة في تدريسهم. علما أن الطالبات محجبات الحجاب الشرعي ويجلسون في المقاعد الخلفية للقاعة؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين أما بعد:
فقد قال علماء اللجنة الدائمة عن التعليم المختلط ما يلي: "اختلاط الطلاب بالطالبات والمدرسين بالمدرسات في دور التعليم محرم لما يفضي إليه من الفتنة وإثارة الشهوة والوقوع في الفاحشة، ويتضاعف الإثم وتعظم الجريمة إذا كشفت المدرسات أو التلميذات شيئاً من عوراتهن، أو لبسن ملابس شفافة تشف عما وراءها، أو لبسن ملابس ضيقة تحدد أعضاءهن، أو داعبن الطلاب أو الأساتذة ومزحن معهم أو نحو ذلك مما يفضي إلى انتهاك الحرمات والفوضى في الأعراض" (فتاوى إسلامية: 3/ 102، 103).
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هل يجوز للرجل أن يدرس في جامعة يختلط فيها الرجال والنساء في قاعة واحدة علماً بأن الطالب له دور في الدعوة إلى الله؟ فأجاب رحمه الله: "الذي أراه أنه لا يجوز للإنسان رجلاً كان أو امرأة أن يدرس بمدارس مختلطة؛ وذلك لما فيه من الخطر العظيم على عفته ونزاهته وأخلاقه، فإن الإنسان مهما كان من النزاهة والأخلاق والبراءة إذا كان إلى جانبه في الكرسي الذي هو فيه امرأة -ولا سيما إذا كانت جميلة ومتبرجة- لا يكاد يسلم من الفتنة والشر، وكل ما أدى إلى الفتنة والشر: فإنه حرام ولا يجوز، فنسأل الله سبحانه وتعالى لإخواننا المسلمين أن يعصمهم من مثل هذه الأمور التي لا تعود إلى شبابهم إلا بالشر والفتنة والفساد، حتى وإن لم يجد إلا هذه الجامعة يترك الدراسة إلى بلد آخر ليس فيه هذا الاختلاط، فأنا لا أرى جواز هذا وربما غيري يرى شيئاً آخر" (فتاوى إسلامية: 3/ 103).
فجلوس الطالبات في الخلف في القاعات لا يكفي؛ لحصول الاختلاط في غير القاعة وهذا منكر عظيم واتباع لخطوات الشيطان. فعلى المؤمن أن يكون كيسا فطنا. ويهرب من مواطن الضلال والفتن، فكم من شخص ادعى السلامة وأراد محاربة الفتن بدخوله الفتن فما سلم وما نجا بل افتنن وضل. نسأل الله العفو والعافية.