المراد بـ{أول من أسلم}
كثيرا ما يمر بي في قوله تعالى: {قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم}، وقوله تعالى: {وأنا أول المسلمين}، كيف أكون أول من أسلم، وقد سبقني أناس كثر في الإسلام؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهذه الآيات للأنبياء فهم أول من أسلم من قومهم، بل الآية: {قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم} [الأنعام:14] في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاصة، كما ذكرها المفسرون ومنهم الطبري وابن كثير، قال الشنقيطي: يعني أول من أسلم من هذه الأمة التي أُرسلت إليها، وليس المراد أول من أسلم من جميع الناس كما بينه تعالى بآيات كثيرة تدل على وجود المسلمين قبل وجوده صلى الله عليه وسلم، ووجود أمته كقوله عن إبراهيم: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ العالمين} [البقرة:131]، وقوله عن يوسف: {تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بالصالحين} [يوسف: 101]، وقوله: {يَحْكُمُ بِهَا النبيون الذين أَسْلَمُواْ} [المائدة: 44] وقوله عن لوط وأهله: {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ المسلمين} [الذاريات: 36]، إلى غير ذلك من الآيات.
وأما أنت فالمطلوب أن تكون ممن أسلم وتثبت على ذلك حتى تلقى الله، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] وكما قال: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} [الحجر: 99].
والله تعالى أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تاريخ الفتوى: 14-5-1429هـ.
- التصنيف:
- المصدر: