حكم من عثر على جهاز هاتف نقال

منذ 2013-06-19
السؤال:

عَثَرْتُ على (موبايل)، وقُمْتُ بالإعلان عنه، واتَّصل بي أكثر من عشرين شَخْصًا، ولم يكن هذا الهاتفُ مِلْكًا لأحدٍ منهم، فماذا أفعل؟

الإجابة:

الحمد لله، والصَّلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومَن وَالاَه، وبعد:

فإنَّ الهاتفَ الذي وجدتَهُ له حُكم اللُّقَطة، فيجب أن يُعَرَّفَ سنةً كاملةً، وذلك عن طريق نَشْر خَبَرِه في المكان الذي وجدته فيه، ويجتمع فيه الناس: كالأسواق، وأبواب المساجد، والأماكن العامَّة، فإن جاء صاحبه، وذَكَرَ أَمَارَاتِه وصِفاته، سَلَّمتَه له؛ ولكن إن لم تجدْ صاحبه، جازَ لك الانتفاع به، بعد مُضِيِّ سنة.

والدَّليل على ذلك: حديث زيد بن خالد الجُهَنِيِّ رضي الله عنه في الصَّحيحَيْنِ، أنَّه قال: سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لُقَطَة الذَّهَب، والوَرِق، والفِضَّة؟ فقال: "اعْرِف وِكَاءَها، وَعِفَاصَهَا، ثم عَرِّفْها سَنَةً، فإنْ لم تَعْرِف، فاسْتَنْفِقْهَا، ولْتَكُنْ وديعةً عندك، فإنْ جاءَ طالِبُها يومًا منَ الدَّهْر، فادْفَعها إليه" (متفق عليه).

واعْلَمْ: أنه يجب عليكَ أن تَصِفَ اللُّقَطة بأوصافٍ عامَّة حال تعريفها، كتعريفِ الناس بأنَّكَ وجدتَ هاتفًا، ولا تَصِفُه بما يُعْرَف به: كالنَّوع، أو اللَّون، أو غير ذلك منَ الأوصافِ؛ حتى لا يَدَّعِيَه مَن ليس عنده وَرَعٌ، وهي ليست له، قال في "التاج والإكليل": "وَلا يُذْكَرُ جِنْسُها على المُخْتَار"، قال في "حاشية الدُّسوقي على الشرح الكبير": "بل يَذْكُرها بِوَصْفٍ عامٍّ، كَمَالٍ، أو شيءٍ، وأَوْلَى عدمُ ذِكْر النَّوْع والصِّنْف؛ لأنَّ ذِكْر الجِنْس يُؤَدِّي أذهانَ بعضِ الحُذَّاق إلى معرفة العِفَاصِ، وَالوِكَاءِ؛ باعتبار جَرْي العادة".اهـ.

ويُمْكِنُكَ الاتِّصالُ بأَحَدِ الأرقام الموجودة على الهاتف -إنْ كان يحتوي على أرقام- فهذا يُسَهِّل لك الوُصُول إلى صاحب الهاتف،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • -1
  • -1
  • 42,767

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً