الزيارة والعمرة عن الأصدقاء بعد موتهم
عبد العزيز بن باز
فتاوى نور على الدرب
- التصنيفات: فقه الحج والعمرة - فتاوى وأحكام -
نعم، لا حرج عليك أن تحج عن أخيك -محبك في الله- أو أبيك، أو أمك، أو نحو ذلك من الأموات، لا حرج عليك أن تحج عنه أو تعتمر، هذا كله مشروع ولك في هذا أجر وللميت أجر، أما الزيارة عنه للمسجد فلا نعلم له أصل، الزيارة أو تنوب عنه هذا من الأعمال البدنية التي لم يرد فيها الأدلة الشرعية في النيابة، وهكذا الصلاة، لا تصلي عنه، ولا تزور عنه المسجد النبوي، بل هذا شيء يختص بالإنسان ولا ينوب فيه عن غيره.
لكن تزوره لنفسك، تزور المسجد، تصلي فيه، تسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتسلم على صاحبيه, وتزور البقيع، وتسلم عليهم، وتزور الشهداء، تسلم عليهم، تزور مسجد قباء وتصلي فيه، هذا كله طيب لنفسك، أما أن تنوب عن غيرك في هذه الزيارة هذا غير مشروع -فيما نعلم-.
وإنما تزور مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- لتصلي فيه؛ لأن الصلاة فيه مضاعفة، يقول -عليه الصلاة والسلام-: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام".
فزيارة القبور سنة، فإذا زرت المسجد زرت قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقبر صاحبيه وسلمت عليه وعلى صاحبيه -عليه الصلاة والسلام- ورضي الله عنهما-، ويشرع لك أيضاً أن تزور البقيع وتسلم على أهل البقيع من الصحابة ومن فيه من غيرهم، ويستحب لك أن تزورأيضاً قبور الشهداء وتسلم عليهم، ويستحب لك أن تزور مسجد قباء وتصلي فيه ركعتين أو أكثر، كل هذا مشروع، لكن لا تنوب في هذا الأمر، بل تفعله عن نفسك، هذا هو المشروع.