أفضل نسك الحج
عبد العزيز بن باز
فتاوى نور على الدرب
- التصنيفات: فقه الحج والعمرة - فتاوى وأحكام -
أنا شاب أريد الحج هذا العام -إن شاء الله-، ولكنني أريد الذهاب إلى العمرة في رمضان ثم البقاء إلى موسم الحج، فسؤالي: هل تنصحونني أن أنوي النسك مفرد، أم متمتع، أم قارن، حيث أنني قرأت فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فبين المقارنة بين الأئمة الأربعة وأفضلية كل واحد منهم، منهم من يقول: من أراد الحج ومعه الهدي فالقران له أفضل، ومن لم يسق الهدي فالتمتع له أفضل، ومن قصد العمرة في سفره وبقي بمكة إلى موسم الحج فالمفرد له أفضل، هل هذا صحيح؟
بينوا لنا الأفضل -يا سماحة الشيخ- حيث أنني أريد الحج متمتع لكثرة ما سمعت نحو فضل التمتع.
السنة التمتع، لمن قدم إلى الحج السُّنَّة أن يتمتع بالعمرة إلى الحج -إذا كان قدومه بعد رمضان يريد الحج-، فالسنة له أن يحرم بمرة ، ويطوف ويسعى، ويقصر ثم يحل، ثم يلبي بالحج يوم الثامن، كما أمر النبي أصحابه -عليه الصلاة والسلام- في حجة الوداع، أمرهم أن يجعلوها عمرة، وكان بعضهم قد أحرم بالحج، وبعضهم قد أحرم بالحج والعمرة، فأمرهم جميعاً أن يحرموا بعمرة فيطوفوا، ويسعوا، ويقصروا، ويحلوا، قال جابر: فطفنا، وسعينا، وباشرنا النساء، ثم أحرمنا بالحج يوم التروية.
أما إن كان معه هدي من إبل، أو بقر، أو غنم، فالأفضل أن يلبي بالحج والعمرة جميعاً كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم-، فإنه لبى بالحج والعمرة جميعاً -لأنه ساق الهدي-، ويبقى على إحرامه حتى يحل يوم النحر.
وأما من أخذ العمرة في رمضان وجلس في مكة فإنه يحرم بالحج فقط مفرداً، هذا هو الأفضل، وإن أخذ عمرة في أشهر الحج صار متمتعاً ولا بأس، وإن بقي ولم يأخذ شيئاً حتى جاء الحج ثم أحرم بالحج فهو مفرد، وله أن يأخذ عمرة في أشهر الحج من الحل، كما فعلت عائشة -رضي الله عنه- عمرة من الحل، ويكون بهذا متمتعاً وعليه الهدي.