رجل يدعي أنه قابل الخضر عليه السلام في المدينة المنورة
في قريتي رجل يدعي أنه قابل الخضر عليه السلام في المدينة المنورة وأعطاه تمراً، كما يدعي أنه يعالج المرضى، ولهذا فالناس يتوافدون عليه ليل نهار ليعالجهم عن طريق المسح على مكان الألم مقابل بعض النقود، هل هذا صحيح؟ أم أنه نوع من الشعوذة واستغلال السذج والبسطاء؟
أما الخضر فالصحيح أنه مات من دهر طويل قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام، وليس لوجوده حقيقة بل هذا كله باطل وليس له وجود، وهذا هو الصحيح الذي عليه المحققون من أهل العلم.
فالخضر عليه السلام مات قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام بل قبل مبعث عيسى عليه السلام، والصحيح أن الخضر نبي كما دل عليه ظاهر القرآن الكريم، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: « » [1]، فدل على أن الخضر قد مات قبل ذلك.
ولو فرضنا أنه ليس نبياً وأنه رجل صالح لكان اتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ثم لو فرضنا أنه لم يتصل لكان مات على رأس مائة سنة كما قال عليه الصلاة والسلام في آخر حياته: «الوقت لا يبقى بعد مائة سنة، بنص النبي عليه الصلاة والسلام أنهم يموتون قبل انخرام المائة.
» [2]، فدل ذلك على أن من كان موجوداً في ذلكفالحاصل أن الخضر قد مات وليس بموجود، والذي يزعم أنه رآه إما أنه كاذب، وإما أن الذي قال إنه الخضر قد كذب عليه، وليس بالخضر وإنما هو شيطان من شياطين الإنس أو الجن.
أما هذا الذي يعالج الناس بأن يمسح على محل المرض فهذا ينظر في أمره، فإن كان من الناس الطيبين المعروفين بالاستقامة والإيمان وأنه يقرأ عليهم القرآن، ويدعو الله لهم فلا بأس وإن أخذ شيئاً من الأجرة، أما إن كان لا يعرف بالخير بل يتهم بالسوء فإنه يمنع ولا يؤتى، ويمنع بواسطة المسئولين في البلد؛ لأن مثل هذا في الغالب يكون خرافياً أو مشعوذاً، أو يستخدم الجن أو كذاباً يأكل أموال الناس بالباطل.
نسأل الله السلامة والعافية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] (رواه البخاري في كتاب (الأنبياء)، برقم: [3186]، ومسلم في (الفضائل)، برقم: [4360]).
[2] (رواه مسلم في (فضائل الصحابة)، برقم: [4605]، والترمذي في (الفتن)، برقم: [2177]).
- التصنيف:
- المصدر: