البر بالأبناء
حامد بن عبد الله العلي
- التصنيفات: فقه الزكاة -
السؤال: أمر الإسلام ببر الوالدين وقد أنزل الله سبحانه وتعالى آيات بهذا
الشأن. ولكن أليس هناك في المقابل بر بالأبناء؟ وألا يجب على الآباء
أن يبروا أبنائهم في الصغر حتى يعينوا الأبناء على برهم عند الكبر؟
وهل بر الأبناء مجرد الإطعام والكساء وعدم تعليمهم التعاليم الإسلامية
السليمة؟ وكيف يستطيع الأبناء بر والديهما وقد رباهم الآباء مثلا على
قطيعة الرحم؟
الإجابة: ينبغي أن يعلم الولد أن حق الوالدين عظيم، قد ذكره الله تعالى في
القرآن في عدة مواضع قارنًا إياه بالتوحيد، كقوله تعالى {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين
إحسانًا }وغيرها من المواضع. وجعل النبي صلى الله عليه وسلم
برهما مقدما على الجهاد، ففي الحديث لما سئل عن الأعمال قال " ". وينبغي أن يعلم الولد أن بره لوالده ليس بمقتضى
عقد يقابل به حق بحق، وواجب بواجب، بل هو مأمور ببره على أية حال،
فيحسن إليه وإن أساء، ويصله وإن قطع، ويعطيه وإن منع.
غير أن هذا لا يعني أنه ليس على الوالد واجب تجاه أولاده، فعليه أن يحسن تربيتهم، ويعلمهم صلة الرحم، ويكون قدوة لهم في مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، فضلا عن النفقة عليهم، فإن قصر في ذلك، فإنه سيرى أثر تقصيره لا محالة، فقد قال تعالـــى {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}. كما أن عليه أن يحسن إلى أمهم، ويكرمها، ويعاملها باحترام بالغ، فهذا هو الذي يغرس في نفوس الأبناء احترام أمهم، وإجلالها، أما الأب الذي يهين زوجته أمام أولادها، فما أحمقه وما أجهله وما أعجل عقوبته في الدنيا، بأن يسلط الله تعالى عليه من يهين كرامته، وربما حصل له ذلك على يد أولاده، فيرى منهم ما يكره في كبره، جزاء وفاقا، ولا يظلم ربك أحدًا. ومعلوم أن الظلم من الذنوب المعجلة عقوبتها في الدنيا، هو والعقوق كما في الحديث.
والله أعلم.
غير أن هذا لا يعني أنه ليس على الوالد واجب تجاه أولاده، فعليه أن يحسن تربيتهم، ويعلمهم صلة الرحم، ويكون قدوة لهم في مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، فضلا عن النفقة عليهم، فإن قصر في ذلك، فإنه سيرى أثر تقصيره لا محالة، فقد قال تعالـــى {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}. كما أن عليه أن يحسن إلى أمهم، ويكرمها، ويعاملها باحترام بالغ، فهذا هو الذي يغرس في نفوس الأبناء احترام أمهم، وإجلالها، أما الأب الذي يهين زوجته أمام أولادها، فما أحمقه وما أجهله وما أعجل عقوبته في الدنيا، بأن يسلط الله تعالى عليه من يهين كرامته، وربما حصل له ذلك على يد أولاده، فيرى منهم ما يكره في كبره، جزاء وفاقا، ولا يظلم ربك أحدًا. ومعلوم أن الظلم من الذنوب المعجلة عقوبتها في الدنيا، هو والعقوق كما في الحديث.
والله أعلم.