ما المقصود بالتوكل ‏؟‏ وما حقيقته ‏؟‏

منذ 2006-12-01
السؤال: ما المقصود بالتوكل ‏؟‏ وما حقيقته ‏؟‏ وهل التوكل على الله يكون في الشدائد فقط ‏؟‏ أم هو في كل الأمور ‏؟‏ وما ردكم على من يفهم التوكل بمعنى التواكل وعدم بذل الأسباب ‏؟‏
الإجابة: التوكل لغة هو الاعتماد والتفويض؛ فالتوكل على الله سبحانه هو الاعتماد عليه وتفويض الأمور إليه‏.‏ وهو فريضة يجب إخلاصه لله‏:‏ قال الله تعالى‏:‏ {‏وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 23‏.‏‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {‏إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ‏} ‏[‏يونس‏:‏ 84‏.‏‏]‏؛ فجعل التوكل شرطًا للإيمان والإسلام، مما يدل على أهميته؛ فهو أجمع أنواع العبادة، وأعلى مقامات التوحيد وأعظمها وأجلها؛ لما ينشأ عنه من الأعمال الصالحة‏.‏
والتوكل على الله سبحانه يكون في جميع الأمور لا في بعض الأحوال‏.‏ وليس معنى التوكل على الله إهمال الأسباب؛ فإن الله أمر بالتوكل وأمر باتخاذ الأسباب، فقال تعالى‏:‏ {‏وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ‏}‏ ‏[‏الأنفال‏:‏ 60‏.‏‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {‏خُذُواْ حِذْرَكُمْ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 71‏.‏‏]‏، لكن لا يعتمد على الأسباب في حصول النتائج‏.‏
وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعظم المتوكلين، وكان يحمل السلاح، ويلبس الدروع، ويضع المِغْفَرَ على رأسه صلى الله عليه وسلم.‏ ولما كان أناس يحجون، ولا يأخذون معهم الزاد، ويصبحون عالة على غيرهم، ويسمون أنفسهم بالمتوكلين؛ أنزل الله تعالى‏:‏ {‏وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى‏} ‏[‏البقرة‏:‏ 197‏‏]‏‏.‏
ولهذا قيل‏:‏ الاعتماد على الأسباب شرك، وترك الأسباب قدح في الشريعة، لا تجعلوا توكلكم عجزًا، ولا عجزكم توكلاً، بل إن الجنة لا تحصل إلا بسبب، وهو العمل الصالح‏.‏

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية

  • 58
  • 17
  • 124,537

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً