مسألة في صلاة تحية المسجد
عندما يأتي المصلي لصلاة المغرب ويدخل المسجد، هل عليه أن يصلي تحية المسجد أم لا؟ وهل عليه أن يصليها بعد الانتهاء من صلاة المغرب؟
إذا دخل المسلم المسجد فإنه يصلي ركعتين تحية للمسجد سواء كان دخوله في المسجد للمغرب -أي بعد دخول وقت المغرب- أو بعده، حتى ولو كان الوقت آخر النهار قبل الغروب، فإنه يصلي تحية المسجد لأنها من ذوات الأسباب، وليس لها وقت نهي بل يشرع لأي داخل أن يصلي ركعتين ثم يجلس وهاتان الركعتان يقال لها: تحية المسجد، فإذا دخل المسجد قبل الصلاة فالسنة له أن يصلي هاتين الركعتين لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: « » [1] (متفق على صحته). فإنه يعم أوقات النهي وغيرها في أصح قولي العلماء.
أما سنة المغرب الراتبة فهي بعد الصلاة وهكذا العشاء ركعتان بعد صلاة العشاء، لكن تحية المسجد هي التي للمسجد ليس لها علاقة بصلاة المغرب أو غيرها، فإذا دخل المسجد في أي وقتٍ وهو على وضوء صلى ركعتين ليلاً أو نهاراً أو عصراً أو ضحى.
وهكذا صلاة الكسوف إذا كسفت الشمس ظهراً أو عصراً صليت صلاة الكسوف لأنها من ذوات الأسباب، وهكذا لو طاف بعد صلاة الفجر أو العصر صلى ركعتي الطواف لأنها من ذوات الأسباب. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « » [2] (أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربعة بإسنادٍ صحيح).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] (أخرجه البخاري في كتاب (الجمعة)، باب: ما جاء في التطوع مثنى مثنى، برقم: [1167]، ومسلم في كتاب (صلاة المسافرين وقصرها)، باب: استحباب تحية المسجد بركعتين وكراهة الجلوس قبل صلاتهما وأنهما مشروعة في جميع الأوقات، برقم: [714]).
[2] (أخرجه الإمام أحمد في أول مسند المدنيين رضي الله عنهم حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه، برقم: [16294]، والترمذي في كتاب (الحج)، باب: ما جاء في الصلاة بعد العصر وبعد الصبح لمن يطوف، برقم: [868]).
- التصنيف:
- المصدر: