قالت له "زوجتك نفسي أمام الله"!!

منذ 2006-12-01
السؤال: أنا فتاة في العشرين من عمري أحب شابًا منذ 5 سنوات تقريبًا حبًا كثيرًا. والحمد لله منذ أن تعرفنا على بعض كان وما زال كل واحد منا يقوّم الآخر ويصلح فيه أشياء كثيرة، والحمد لله كلها أمور يرضاها ويحبها الله تعالى من أمور دينية ودنيوية.. وباختصار فإن علاقتنا وثقتنا بالله تزداد يومًا بعد يوم، وكله من فضل الله علينا ثم فضل ذلك الشاب الخلوق..
ولكن مشكلتي هي أننا اتفقنا مرارًا أن نترك بعضنا لوجه الله تعالى ولكننا نعود.. ولكن القرار الأخير الذي اتخذناه هو أن يقول كل واحد للآخر "زوجتك نفسي أمام الله تعالى" وما أكبر من الله شهادة..
ومنذ ذلك الوقت والحمد لله لم يقع الشيطان بيننا ولم نقع في الخطأ ولم نتخذ قرارنا وسيلة لما يغضب الله تعالى.
فهل أصبح ذلك الشاب زوجي حقا؟؟
وأعود لأقول الحمد لله رب العالمين ولا أسألكم على ذلك إلا ليطمئن قلبي فقط. ولن أهدم كل ما بنيته وأبنيه للمستقبل لمجرد لحظات لهو مع الشيطان.
الإجابة: هذه العلاقة غير شرعية، والزواج هكذا ليس زواجًا وإنما هو لعب ولهو؛ فالزواج لا يكون شرعيًا إلا بولي المرأة والشاهدين، والصيغة بين الولي والخاطب يقول الولي "زوجتك فلانة" ـ برضاها ـ ويقول الخاطب "قبلت"، ويشهد على ذلك الشاهدان، فتصبح زوجته.

وعلى هذا الشاب أن يأتي أهلك ويخطبك منهم، ويتزوجك كما أمر الله تعالى، فحينئذ تكون علاقتكما شرعية، أما التعارف بين الجنسين هكذا فلا يجوز شرعًا، وعليه أن يخاف الله تعالى في إقامة علاقة مع فتاة أجنبية عنه في حين هو لا يرضى بمثلها لو فعلت ذلك أخته مثلا.

والمؤمنون والمؤمنات أخوة في الله تعالى، لكن لا يجوز للرجل أن يقيم علاقة صداقة خاصة بامرأة ليست محرما له ولا هي زوجته. وهذا لا يمنع أن يحب الرجل المرأة الصالحة في الله تعالى، وتحب المرأة الرجل الصالح في الله تعالى، فهذا من الإيمان ولكن لا يجوز أن يقام على أساس هذا علاقة ارتباط خاصة كما يكون بين الرجل والرجل والمرأة والمرأة، يتصادقان ويفضي بعضهما إلى بعض بمكنون النفوس والأســرار والخصوصيات، لأن ذلك من مداخل الشيطان ولهذا قال صلى الله عليه وسلم موجها كلامه للصحابة الذين هم أبعد الناس عن الريبة "إياكم والدخول على النساء" قالوا يا رسول الله فالحمو، قال "الحمو الموت" ـ والحمو قريب الزوج، وهو تحذير نبوي من خطر العلاقات غير المنضبطة بين الجنسين، لا سيما وأن الحب في الله قد يختلط بشعور الأنس الغريزي والميل الفطري بين الجنسين، ويجعل الشيطان الحب الإيماني مدخلا إلى العشق الشيطاني. وقد قال بعض العلماء إن الشيطان يقيم تسعة وتسعين حيلة من الحق ليوقع فريسته بعدها في شرك الباطل، ومازالت أمة الإسلام لا تعرف التآخي الخاص بين رجل وامرأة، وإنما وقع في هذه الخدعة الشيطانية المتصوفة فأوردهم ذلك دكادك من النار والعياذ بالله تعالى. فعلى المسلم أن يحذر كل الحذر من مداخل الشيطان، لاسيما ومن المعلوم أن أشد مداخله خطرًا ما يكون من جهة الشهوة بين الجنسين، ولهذا فقد حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من غيرها. وأسأل الله لكما الهداية.

والله أعلم.

حامد بن عبد الله العلي

أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية

  • 42
  • 11
  • 428,652

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً