{قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ ....
منذ 2006-12-01
السؤال: أرجو تفسير هذه الآيات من سورة البقرة: يقول الله تعالى: {قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ
الآَخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ
فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ، وَلَن يَتَمَنَّوْهُ
أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ
بِالظَّالِمينَ، وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ
وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ
أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن
يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [سورة
البقرة: الآيات 94-96].
الإجابة: يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: قل لهؤلاء اليهود الذين
يزعمون أنه لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديًا أو نصرانيًا وأن دخول
الجنة محصور عليهم لا يدخلها غيرهم يقول الله جل وعلا لنبيه قل لهؤلاء
الكاذبين: إن كانت لكم الدار الآخرة - وهي الجنة - عند الله خالصة
من دون الناس لا يدخلها إلا أنتم فتمنوا الموت.
وفي هذا قولان لأهل العلم:
القول الأول: أن هذا من باب المباهلة، وأن الله أمر نبيه أن يباهلهم بأن يقول: تعالوا ندعو بالموت على الكاذب منا أو منكم، فإنهم لن يقدموا على ذلك لعلمهم أنهم هم الكاذبون.
القول الثاني: أنكم مادمتم ضامنين أن لكم الجنة عند الله فلماذا لا تتمنوا الموت لتنتقلوا إلى الجنة بزعمكم؟! لأن من كان ضامنًا أن له الجنة وأن له السعادة عند الله وأنهم هم أبناء الله وأحباؤه، فإن المحب يفرح بلقاء حبيبه.. إذاً تمنوا الموت لكي تخرجوا من سجن الدنيا إلى نعيم الآخرة وإلى لقاء الله الذي تزعمون أنكم أحباؤه.
وقد أيد الحافظ ابن كثير في "تفسيره" الرأي الأول، وأن هذا من باب المباهلة والتحدي لهم، لأنهم يعلمون أنهم كاذبون، فلهذا لا يتمنون الموت؛ لأنهم إذا ماتوا صاروا إلى النار وإلى العذاب وهم يؤثرون البقاء في الدنيا، لأن الدنيا جنة الكافر، وسجن المؤمن، فهم يكرهون الموت، لأنهم يعلمون ما وراءه من سوء مصيرهم عند الله سبحانه وتعالى، ولهذا قال: {وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ} [سورة البقرة: آية 95].
ثم بين عز وجل أنهم يحبون الحياة ويكرهون الموت فقال تعالى: { وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ} [سورة البقرة: آية 96] أي: أنهم أشد حبًا للحياة حتى من الكفار الذي لا كتاب لهم من المشركين الذين لا كتاب لهم وليس لهم دين سماوي فهم يحبون الحياة أكثر من هؤلاء لعلمهم بمصيرهم عند الله سبحانه وتعالى وما يلحقهم من الخزي والعار فهم يريدون أن يتأخروا في هذه الدنيا عن العقوبة اللاحقة لهم في الآخرة، قال تعالى: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} [سورة البقرة: آية 96] أي: يود أحد اليهود لو يعمر ألف سنة، لأنه يحب الحياة الدنيا ويكره الآخرة. ويقول تعالى: {وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ} [سورة البقرة: آية 96] أي: ليس حياته في الدنيا وإن طالت، فإنها لا تغنيه من عذاب الله من شيء وهم واقعون فيما قد فروا منه ولا محالة حتى وإن طالت أعمارهم وامتدت آجالهم {وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [سورة البقرة: آية 96] أي: أن النجاة عند الله سبحانه وتعالى والفوز عنده ليس بطول العمر وإنما بالعمل الصالح واتباع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا هو السعيد عند الله عز وجل الذي يفرح بلقاء الله. والله جل وعلا يحب لقاءه ويجد الكرامة عند الله.
وفي هذا قولان لأهل العلم:
القول الأول: أن هذا من باب المباهلة، وأن الله أمر نبيه أن يباهلهم بأن يقول: تعالوا ندعو بالموت على الكاذب منا أو منكم، فإنهم لن يقدموا على ذلك لعلمهم أنهم هم الكاذبون.
القول الثاني: أنكم مادمتم ضامنين أن لكم الجنة عند الله فلماذا لا تتمنوا الموت لتنتقلوا إلى الجنة بزعمكم؟! لأن من كان ضامنًا أن له الجنة وأن له السعادة عند الله وأنهم هم أبناء الله وأحباؤه، فإن المحب يفرح بلقاء حبيبه.. إذاً تمنوا الموت لكي تخرجوا من سجن الدنيا إلى نعيم الآخرة وإلى لقاء الله الذي تزعمون أنكم أحباؤه.
وقد أيد الحافظ ابن كثير في "تفسيره" الرأي الأول، وأن هذا من باب المباهلة والتحدي لهم، لأنهم يعلمون أنهم كاذبون، فلهذا لا يتمنون الموت؛ لأنهم إذا ماتوا صاروا إلى النار وإلى العذاب وهم يؤثرون البقاء في الدنيا، لأن الدنيا جنة الكافر، وسجن المؤمن، فهم يكرهون الموت، لأنهم يعلمون ما وراءه من سوء مصيرهم عند الله سبحانه وتعالى، ولهذا قال: {وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ} [سورة البقرة: آية 95].
ثم بين عز وجل أنهم يحبون الحياة ويكرهون الموت فقال تعالى: { وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ} [سورة البقرة: آية 96] أي: أنهم أشد حبًا للحياة حتى من الكفار الذي لا كتاب لهم من المشركين الذين لا كتاب لهم وليس لهم دين سماوي فهم يحبون الحياة أكثر من هؤلاء لعلمهم بمصيرهم عند الله سبحانه وتعالى وما يلحقهم من الخزي والعار فهم يريدون أن يتأخروا في هذه الدنيا عن العقوبة اللاحقة لهم في الآخرة، قال تعالى: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} [سورة البقرة: آية 96] أي: يود أحد اليهود لو يعمر ألف سنة، لأنه يحب الحياة الدنيا ويكره الآخرة. ويقول تعالى: {وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ} [سورة البقرة: آية 96] أي: ليس حياته في الدنيا وإن طالت، فإنها لا تغنيه من عذاب الله من شيء وهم واقعون فيما قد فروا منه ولا محالة حتى وإن طالت أعمارهم وامتدت آجالهم {وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [سورة البقرة: آية 96] أي: أن النجاة عند الله سبحانه وتعالى والفوز عنده ليس بطول العمر وإنما بالعمل الصالح واتباع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا هو السعيد عند الله عز وجل الذي يفرح بلقاء الله. والله جل وعلا يحب لقاءه ويجد الكرامة عند الله.
- التصنيف: