يأخذون الزكاة بسبب اعتقاد أنهم أصحاب أنساب رفيعة..
صالح بن فوزان الفوزان
- التصنيفات: فقه الزكاة -
السؤال: الأصناف الثمانية الذين تدفع إليه الزكاة أوضحهم القرآن الكريم في
قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ
لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ...} إلى آخر الآية
[سورة التوبة: آية 60] ولكن هناك أي ما يسمون أنفسهم شيوخًا ولا
يتصفون بصفة من صفات أهل الزكاة المستحقين لها بل هم أغنياء ولكن هم
يأخذون الزكاة من الناس بسبب اعتقاد البعض من العوام أنهم أصحاب أنساب
رفيعة ومكانة عالية، ويجب أن ينالوا رضاهم وإلا أصيبوا بمصائب وعواقب
وخيمة حتى إنهم يحلفون بهم ويستثنون مشيئتهم مع مشيئة الله فما حكم
مثل هذا العمل؟
الإجابة: هذا العمل حرام من وجهين:
أولاً: أنه إعطاء للزكاة لغير مستحقيها والله يقول: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ...} [سورة التوبة: آية 60] إلخ فحصرها في ثمانية أصناف، وهؤلاء ليسوا من هؤلاء الأصناف فهم أخذوها بغير حق فلا تبرأ ذمة الدافع، ولا تباح للمدفوعة له فهي سحت وحرام.
أما الأمر الثاني: فهو ما اقترن بذلك من أن هؤلاء يتعظمون على الخلق ويترفعون عليهم، ويزعمون أنهم يصيبونهم بالأذى والأمراض إذا لم يدفعوا لهم، هذا من اتخاذهم أربابًا من دون الله عز وجل، فاعتقاد أن مخلوقًا ينفع أو يضر من دون الله عز وجل هو الشرك الأكبر، والعياذ بالله.
والواجب أن يفقه هؤلاء أن لا أحد من المخلوقين مهما ارتفع نسبه وشرف أصله لا يصلح أنه يعتقد فيه أنه ينفع أو يضر من دون الله أو أن له تأثيرًا في الكون أو جلبًا للرزق أو دفعًا للشر، فهذا كله لله عز وجل الذي بيده الملك، وهو على كل شيء قدير، أما هؤلاء فهم مخلوقون محتاجون إلى الله، وهم ضعاف ليس لهم تأثير. فالله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [سورة الحجرات: آية 13] جعل التقوى هي سبب الكرامة أما النسب فإنه لا تأثير له عند الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} [سورة المؤمنون: آية 101]، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: [رواه أبو نعيم في "الحلية" من حديث جابر رضي الله عنه ورواه غيره]، فهؤلاء مثل غيرهم ليس لهم كرامة إلا بالتقوى، أما نسبهم أو أصلهم فلا دخل له ولا ينفعون ولا يضرون، بل هم من أحقر الناس إذا لم يتقوا الله سبحانه وتعالى، أما إذا اتقوه فيكونون من أشرف الناس، ومن أرفع الناس عند الله سبحانه وتعالى، ولكن ليس لهم من الأمر شيء.
أولاً: أنه إعطاء للزكاة لغير مستحقيها والله يقول: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ...} [سورة التوبة: آية 60] إلخ فحصرها في ثمانية أصناف، وهؤلاء ليسوا من هؤلاء الأصناف فهم أخذوها بغير حق فلا تبرأ ذمة الدافع، ولا تباح للمدفوعة له فهي سحت وحرام.
أما الأمر الثاني: فهو ما اقترن بذلك من أن هؤلاء يتعظمون على الخلق ويترفعون عليهم، ويزعمون أنهم يصيبونهم بالأذى والأمراض إذا لم يدفعوا لهم، هذا من اتخاذهم أربابًا من دون الله عز وجل، فاعتقاد أن مخلوقًا ينفع أو يضر من دون الله عز وجل هو الشرك الأكبر، والعياذ بالله.
والواجب أن يفقه هؤلاء أن لا أحد من المخلوقين مهما ارتفع نسبه وشرف أصله لا يصلح أنه يعتقد فيه أنه ينفع أو يضر من دون الله أو أن له تأثيرًا في الكون أو جلبًا للرزق أو دفعًا للشر، فهذا كله لله عز وجل الذي بيده الملك، وهو على كل شيء قدير، أما هؤلاء فهم مخلوقون محتاجون إلى الله، وهم ضعاف ليس لهم تأثير. فالله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [سورة الحجرات: آية 13] جعل التقوى هي سبب الكرامة أما النسب فإنه لا تأثير له عند الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} [سورة المؤمنون: آية 101]، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: [رواه أبو نعيم في "الحلية" من حديث جابر رضي الله عنه ورواه غيره]، فهؤلاء مثل غيرهم ليس لهم كرامة إلا بالتقوى، أما نسبهم أو أصلهم فلا دخل له ولا ينفعون ولا يضرون، بل هم من أحقر الناس إذا لم يتقوا الله سبحانه وتعالى، أما إذا اتقوه فيكونون من أشرف الناس، ومن أرفع الناس عند الله سبحانه وتعالى، ولكن ليس لهم من الأمر شيء.