المراسلة بالبريد الإلكتروني (الإيميل) بين الشاب والفتاة
ما رأيكم في عرض الفتاة لبريدها الإلكتروني الشخصي (الإيميل) في المنتديات؟
وما حكم تبادل الرسائل عبر البريد الإلكتروني (الإيميل) بين الفتاة والشاب؟ وهل يُعْتَبَر هذا الأمر خُلوَة مُحَرَّمة؟
أرجو إفادتنا في أقرب وقت.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد سَبَقَ ذِكْر حُكم المُنتَدَيَات المُخْتَلِطَة والمنفردة في فتاوى سابقة يرجى الرجوع إليها.
هذا؛ وعرض الفتاة بريدها الإلكتروني الشخصي في منتديات نسائية إسلامية، فلا بأس به، ولا بأس من المشاركة فيها، لاسيما إذا كان ذلك بِنِيَّة الدَّعوَة، وتَعْلِيمِ الفَتَيَاتِ ونُصْحِهِم، وخَاصَّةً إذا كانت الفتاة عندها ما تُعْطِيهِ من الخَيْر.
أمَّا عَرْضُ الفتاةِ لبريدها الإلكتروني الشخصي في المنتديات العامَّة، فَغَيْرُ جائز؛ دَرْءًا للمَفَاسِد، ولما فيه من جَلْب للفِتَن، ولأنها لا تدرِي في يد من سَيَقَع؛ فكثيرٌ من الشَّباب لا يَتَوَرَّعون عن التَّلاعُب بِالفتيات عبر البريد الإلكتروني، خاصةً إن كانت تستخدم بَرامِج المُحادَثَة بهذا البريد الإلكتروني (الإيميل)، مثل "ماسنجر"، "الياهو" و"الهوتميل" وما إلى ذلك، وإن كان يجوز لها المُشَارَكَة في المنتديات العامة - دون إظهار هذا (الإيميل) - إذا تَقَيَّدَت ببعض الضَّوَابِط وهي:
1 - أن تكون المشاركة على قدر الحاجة، وأن تستخدم معرِّفًا عامًّا لا يعرف عنه أنها امرأة أو رجل؛ إن أمكنها ذلك.
2 - ألا تُعَلِّق إلا على أمر لابد من التعليق عليه؛ لأن الأصل هو صيانتها عن الكلام مع الرجال، وعن الاختلاط بهم.
وألا يكون في كلامها ما يُثِير الفتنة؛ كالمزاح ولين الكلام، أو استخدام الأيقونات المُعَبِّرَة عن الابتسامات؛ لأن ذلك يؤدي إلى طَمَع من في قلبِهِ مَرَض؛ كما قال سبحانه: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب:32].
3 - تَجَنُّب إِعطاء البريد لأحد من الرجال، أو المراسلة الخاصة مع أحد من الرجال، ولو كان ذلك لطلب مساعدة؛ لما تؤدِّي إليه هذه المُرَاسَلَة من تَعَلُّق القَلب، وحُدُوثِ الفِتْنَةِ غالبًا. وإن كنا نرى أن الأفضل الأولى والأسلم في الدين ألا تُشَارِك المَرْأَةُ إلا في المنتديات النِّسَائيَّة، فهَذَا أَسْلَم لها.
أما تَبَادُل الرَّسائل عبر (الإيميل) بين الفتيات والشباب، فهو وإن كان لا يعتبر خلوة إلا أنه لا يجوز أيضا؛ لما في ذلك من فِتْنَةٍ عظيمةٍ وخَطَرٍ كبير، ومَدْعَاةٍ إلى ما لا تُحْمَد عُقْبَاهُ وَقَد يَظُن المُراسِل أنه بَعيدٌ عن الفِتْنَة، ولكن لا يزال به الشيطان حتى يغْرِيه بها، ويغريها به.
لذلك؛ يجب الابتعاد عنها؛ قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور:21].
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: