استخدام المعتكِف للشّبكة العالمية
ماحكم استخدام المعتكِف للشّبكة العالمية -الإنترنت- أثناء اعتكافه؟
الحمد لله والصّلاة والسّلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإنّ استخدام المعتكِف للشّبكة العالمية ( الإنترنت) لا يخلو من ثلاثة أقسام:
القسم الأول :أن يستخدمه فيما يتعلّق بطلب العلم أو الإفتاء والإرشاد ونحو ذلك فله حالان :
1- أن يستغرق ذلك وقتا يسيراً فهذا يُستحب له ويشرع استخدام النت.
2- ألاّ يجب عليه هذا التّدريس أو الإفتاء، ويستغرق وقتاً طويلاً فذكر فضيلته أن الرّاجح مشروعية ذلك ؛ لما في ذلك من نفع النّاس لكن يشترط ألا يكثر منه.
القسم الثاني : أن يستخدم الإنترنت في أمور مباحة كقراءة الأخبار فلا بأس بذلك؛ لأنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم كانت تزوره نساؤه في المعتكف، ويحدثّهن كما في الصّحيحين من حديث صفية، فيقاس على ذلك قراءة الأخبار، لكن بشرط عدم الإطالة والإكثار، لأنّ المعتكف ينبغي عليه أن يخلو بنفسه ويُقبل على عبادة ربه.
القسم الثالث : أن يستخدمه استخداماً محرماً -والعياذ بالله- فالمالكية يرون بطلان اعتكاف من فعل كبيرةً من الكبائر في اعتكافه، وأمّا جمهور الفقهاء فيرون عدم بطلان الاعتكاف .
والرّاجح هو مذهب الجمهور؛ لأنّ الأصل بقاء صحة الاعتكاف، فلا يبطل إلا بدليل شرعي، لكن يتأكّد في حقه وجوب المبادرة إلى التوبة؛ لتلبسه بهذه العبادة العظيمة مع نقصان أجره بارتكابه لهذه المعصية.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: