زوْجي يتعامَل بِالرِّبا
زوْجي يتعامَل بِالرِّبا، وأنا لا يُمكِنني أن أفعل شيئًا؛ لأنَّه هو المتصرِّف في البيتِ، فهل عليَّ إثم؟
مع العلم أنِّي أنصحُه دائمًا لكن دون فائدة، جزاكم الله خيرًا.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإن كان زوجُكِ يتعامل بالرِّبا ويصِرُّ عليه، وكان كلُّ ماله حرامًا، ولم يكُن لك مالٌ تُنفِقين منْه - فأنتِ في حُكْمِ المضطرِّ، فلك أن تأكُلي من هذا المال الخبيثِ بقدْر كفايتك، أنت وأولادك، حتَّى يُغْنيكم الله من فضله، ووِزْر ذلك عليه، وليس عليْك منه شيء، مع استِمْرار نصحِك له، إلى أن يهْدِيه الله.
وإن كنت تستطيعينَ الإنفاق على نفسك، فلا يحلُّ لكِ أن تُنفقي من ماله الحرام، ولا أن تنتفعي منه بأي وجه من وجوه الانتفاع، وتكون تلك النفقة دينًا في ذمة زوجك.
وأما إنْ كان له مال حلالٌ يُنفق عليْك منه، أو أن أصل ماله حلال ولكنه يتعامل مع البنوك الربوية، فلا حرج من الأكل منه بقصد الأكل من الجزء الحلال.
ولتستمرِّي في توجيه النُّصح له، مع استِغْلال الأوْقات والمواقف التي يُرجى فيها الاستِجابة، ولتسْتَعيني بِمن له تأثيرٌ عليْه، ولتحاولي إطْلاعه على بعض الفتاوى والأبحاث التي تتكلَّم عن الربا، وخطورته على الشخص والمجتمع، وسوء عاقبةِ فاعلِه، وغير ذلك، ونسأل الله أن يشْرَح صدْرَه، وأن يلْهِمه رُشْده، ويعيذه من شرِّ نفسِه.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: