شرح حديث: فإذا سبق ماء الرجل..
لقد سمعت عن حديث لرسول الله صى الله عليه وسلم (بما معناه) أنه إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة يكون الناتج ولد، فهل هذا صحيح؟ وإذا كان صحيحا فأرجو شرح الحديث أكثر لأني لم أفهم كيف يسبق ماء الرجل المرأة، والمعروف أن ماء المرأة أسرع من ماء الرجل؟ وما هي الطريقة لكي يستطيع الرجل أن يسبق المرأة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعن أنس رضي الله عنه قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه فقال: «اليهود حين جاؤوه: « ».
»، وفي مسند أحمد من حديث ابن عباس وفيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للجماعة منوفي صحيح مسلم من حديث ثوبان وفيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ».
وقد شرح الحافظ ابن حجر هذه الأحاديث وجمع بينها في فتح الباري فقال: قوله «عائشة: « »، ونحوه للبزار عن ابن مسعود وفيه: « »، والمراد بالعلو هنا السبق؛ لأن كل من سبق فقد علا شأنه فهو علو معنوي، وأما ما وقع عند مسلم من حديث ثوبان رفعه: « » فهو مشكل من جهة أنه يلزم منه اقتران الشبه للأعمام إذا علا ماء الرجل ويكون ذكرا لا أنثى وعكسه، والمشاهد خلاف ذلك؛ لأنه قد يكون ذكرا ويشبه أخواله لا أعمامه وعكسه، قال القرطبي: "يتعين تأويل حديث ثوبان بأن المراد بالعلو السبق"، قلت: "والذي يظهر ما قدمته وهو تأويل العلو في حديث عائشة، وأما حديث ثوبان فيبقى العلو فيه على ظاهره فيكون السبق علامة التذكير والتأنيث"، والعلو علامة الشبه فيرتفع الإشكال، وكأن المراد بالعلو الذي يكون سبب الشبه بحسب الكثرة بحيث يصير الآخر مغمورا فيه فبذلك يحصل الشبه، وينقسم ذلك ستة أقسام: الأول أن يسبق ماء الرجل ويكون أكثر فيحصل له الذكورة والشبه، والثاني عكسه، والثالث: أن يسبق ماء الرجل ويكون ماء المرأة أكثر فتحصل الذكورة والشبه للمرأة، والرابع عكسه، والخامس أن يسبق ماء الرجل ويستويان فيذكر ولا يختص بشبه، والسادس عكسه. اهـ.
» وفي رواية الفزاري: فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه، قوله: "نزع الولد".. ووقع عند مسلم من حديثوبهذا يعلم أن قول السائل "والمعروف أن ماء المرأة أسرع من ماء الرجل" إذا كان المقصود منه أن ماء المرأة هو الذي يسبق دائما فهو غير صحيح، وأما الإسراع في الإنزال فيرجع إلى رغبة الرجل في ذلك، ولكن لا يلزم منه أن يسبق، فقد يسرع الرجل ويسبق ماؤه ماء المرأة، وقد يسرع وتكون المرأة أسرع منه فيسبق ماؤها ماءه.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: