حكم الجماع في نهار رمضان لمن أفطر بسبب التعب والعطش
ماذا يترتب على رجل أفطر في نهار رمضان بسبب التعب والعطش، ثم بدا له أن يجامع زوجته؟ وهل عليه كفارة، مع أنه لم يفطر ليجامع؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالصائم لا يجوز له الفطر لأجل العطش والتعب المحتملين، والأصل في الصيام أنه لا يخلو من عطش وتعب، وإذا أفطر في هذه الحال فهو آثم وتلزمه التوبة والقضاء والإمساك بقية اليوم، وإذا جامع لزمته الكفارة.
ولكنه إذا خشي على نفسه الهلاك أو الضرر إذا لم يفطر بسبب العطش أو الجوع جاز له أن يفطر للضرورة لقوله تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} [البقرة: 286]. ولقوله تعالى: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج} [المائدة: 6].
ويقضي ذلك اليوم الذي أفطره، وإذا أفطر في تلك الحال لم يلزمه الإمساك بقية اليوم عند كثير من أهل العلم ـ منهم المالكية والشافعية ـ ويجوز له ما يجوز للمفطر، ومنه جماع زوجته بشرط أن تكون مفطرة بعذر شرعي غير حيض ونفاس، كمرض وسفر.
وأما إن كانت صائمة: فإنه لا يجوز له أن يجامعها ولا يجوز لها أن تطيعه، فإن أطاعته وجب عليها القضاء والكفارة.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: