قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُواعَلَى أَنفُسِهِمْ
صالح بن فوزان الفوزان
- التصنيفات: التفسير -
السؤال: يقول الله تعالى في سورة آل عمران: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ
إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ
وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ} [سورة آل عمران: آية
90]، ويقول تعالى في آية أخرى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا
عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [سورة الزمر: آية 53]،
فما معنى هاتين الآيتين وكيف نوفق بينهما؟ وهل معنى الأولى أن هناك
ذنوبًا لا تقبل التوبة من فاعلها مهما حاول أم أن إحداهما ناسخة
للأخرى أم كيف ذلك؟
الإجابة: لا تعارض بين الآيتين الكريمتين، لأن الآية الأولى محمولة على المرتد
الذي لم يتب، ومات على ردته، فهؤلاء لا تقبل توبتهم لو تابوا عند
الموت لقوله تعالى: {وَلَيْسَتِ
التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا
حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ}
[سورة النساء: آية 18]، ولقوله تعالى: { وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ
فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ} [سورة البقرة: آية 217].
الحاصل أن الآية الأولى هي فيمن ارتد عن الدين، واستمر على ردته ولم يتب إلا عند الموت وعند الغرغرة كما في الحديث [رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما]، وبعض العلماء يحملها على من تكررت ردته فإنه لا تقبل توبته بل يقام عليه حد الردة بكل حال.
وأما الآية الثانية وهي قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} [سورة الزمر: آية 53] فهذه في الذي يتوب قبل حضور الموت فإن الله جل وعلا يتوب عليه، وبهذا يتضح أنه لا تعارض بين الآيتين الكريمتين.
الحاصل أن الآية الأولى هي فيمن ارتد عن الدين، واستمر على ردته ولم يتب إلا عند الموت وعند الغرغرة كما في الحديث [رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما]، وبعض العلماء يحملها على من تكررت ردته فإنه لا تقبل توبته بل يقام عليه حد الردة بكل حال.
وأما الآية الثانية وهي قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} [سورة الزمر: آية 53] فهذه في الذي يتوب قبل حضور الموت فإن الله جل وعلا يتوب عليه، وبهذا يتضح أنه لا تعارض بين الآيتين الكريمتين.