هل تصلح جدة ميقاتا لمن يأتيها من الغرب؟
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله ـ فتوى بأن مدينة جدة ليست ميقاتًا لأحد سوى أهلها وَمَنْ يقيم بها، أليس هذا عملًا بالنص الشريف؟ لأنه لم ترد ضمن المواقيت المحددة بالحديث الشريف، لكن من حيث حكم وقوع جدة خارج خط المحاذاة بين ميقاتي الجحفة ويلملم غربًا جهة البحر، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى: مسافة المرحلتين (80كم) فإن مينائي البحري والجوي يبعدان عن مكة المكرمة (بيت الله الحرام) أكثر من مرحلتين. بهذا تحقق لنا شرطان: شرط المحاذاة، وشرط المرحلتين.
ألا يصح أن تصبح جدة بحكم موقعها هذا ميقاتًا لمن يأتيها من الغرب جوًّا أو بحرًا فقط؟ لعدم وجود مواقيت قبل جدة في جهة الغرب؟
لا شك أن جدة تقع دون المواقيت؛ حيث يمر بها الذين يُحرمون من الجحفة ومن المدينة قديمًا. وهي قريبة من مكة والمسافة بينهما أقل من مسافة القصر، ففتوى سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله بناها على الأصل، وعمل فيها بالنص الشريف، ولا عبرة بمن جعلها محاذية للجحفة ويلملم فإن المسافة بين الجحفة ومكة ثلاث مراحل، وكذا بين يلملم ومكة لكن حيث إن الذين يقدمون من السودان ونحوها عن طريق البحر لا يُحاذون شيئًا من المواقيت، فنرى لهم أن يُحرموا من الميناء البحري في جدة وإن قدروا على الإحرام قبل الوصول إلى جدة بمرحلة أو نحوها فهو الْأَوْلَى. وأما أهل جُدَّة فإنهم يُحْرِمُون من بيوتهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «
» حتى أهل مكة يُحرمون منها. والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: