الجهاد في سوريا.. فرض عين أم فرض كفاية

منذ 2014-11-05
السؤال:

إخوتي في مركز الفتوى، أحبكم في الله وأدعو لكم بالسداد والتوفيق، ولكنني أحمل عليكم العتب في حدود الله، وعتبي عليكم بسؤال: هل تخافون غير الله؟ وهل تمتثلون لسياسة أو محاباة في شرع الله؟ فقد أرسلت لكم سؤالا، ولم تتم الإجابة عليه إلا بكلام مدغم، فأعدت الإرسال وكررت بأنني أريد من حضراتكم جوابا واضحا غير مدغم ولا مسيس فأعدتم نفس الأمر، والآن أسألكم: هل الجهاد في أرض الشام فرض عين أم فرض كفاية؟ أريد الإجابة بالضبط ـ فرض عين أو فرض كفاية ـ لأنني أريد الخروج دون موافقة الأهل فلو كان فرض عين فإنه لا تشترط فيه موافقة الأهل، والأهم أنني من أهل الشام ومقيم بالشام، ادعوا لنا يا إخوتي، فوالله إننا بحاجة ماسة لدعوة صالحة منكم، فحسبنا الله ونعم الوكيل، وجزاكم الله خيرا، ووفقكم إلى كل خير.
 

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فنسأل الله أن يحبك كما أحببتنا فيه، ونسأله أن يجزيك بمثل ما دعوت لنا به وأكثر، وأن يستخدمنا في طاعته وتبليغ دعوته. وبخصوص سؤالك عن حكم الجهاد في سوريا وهل هو فرض عين أو فرض كفاية؟ فننقل لك بشأنه فتوى رابطة علماء سوريا وقد كان جوابا عن سؤال ورد إليها ونص الفتوى: الحالة السورية الآن ليس الجهاد فيها أو الخروج مع جماهير الناس فرضا كفائيا، وإنما هو فرض عين على كل مواطن في سوريا، ومن هنا، فلا بد من النفير العام، والخروج مع جماهير الثائرين، ولتعلم يا أخي العزيز أن والديك ووالدَيْ غيرك همهم الأكبر هو الحرص عليك وعلى غيرك من الأبناء كما تحرص أنت على برهم ورضاهم.. ولكن ينبغي هنا أن نقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وننصر إخواننا بكل ما نستطيع، فإن في ذلك تسريعا بإنهاء الوضع الدموي الذي يراه العالم ولا يتحرك ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ وليس معنى خروجك مع الناس أن تُغضب والديك، فإن الخروج لا يلزم منه العقوق أو إلحاق الأذى بهم، والله تعالى يقول: فلا تطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفا ـ سورة لقمان، وهذا في حال الوالدين الكافريْن، فما بالك بالمؤمنيْن؟ أما حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه للسائل عن والديه: «أحيٌّ والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد» ـ هذا الحديث كان في حال الجهاد الكفائي، أما ما نحن فيه اليوم في سورية الحبيبة فيجب على كل مواطن سوري أن يخرج، كل الناس: آباء وأبناء، أمهات وبنات، رجالا ونساء، أطفالا وشيوخا، حتى يزول الهم، ويكشف الكرب، ويرحل الظلم والجبروت.
والله أعلم.
 

الشبكة الإسلامية

موقع الشبكة الإسلامية

  • 18
  • 1
  • 21,833

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً