التحذير من أكل المال بالباطل ولو من غير المسلم

منذ 2014-11-19
السؤال:

أرسل شخص في دولة كافرة رسالة إلى صديق لي يخبره بأنه يعمل في مؤسسة تابعة لحكومة بلده وتختص بتركات الأموات وبحث إعلام الوراثة لتحديد الورثة وتسليم كل منهم حصته في التركة، وإذا لم يستطيعوا تحديد أي وريث تظل أموال التركة محفوظة في هذه المؤسسة لحين تقدم أي شخص يثبت أنه من المستحقين للتركة فتصرف إليه، ويظل الحال كذلك لمدة ثماني سنوات فإن لم يتقدم أحد يؤول المال إلى الحكومة، ويقول هذا الشخص لصديقي في رسالته إن هناك مبلغا يخص أحد الأموات ولم يتقدم أحد لطلبه وباق على انقضاء مدة الثمانية أعوام بضعة أشهر ويؤول المال إلى حكومة هذا البلد، وعرض على صديقي أن يرسل له بياناته وسوف يقوم المحامي من هناك بتولي الأمر ليثبت أن صديقي من المستحقين للتركة، وعند إثبات ذلك سيتم تحويل المبلغ بالكامل لحساب صديقي وذلك في مقابل نسبة كبيرة من المال تدفع لهذا الشخص وللمحامي، وقد عرض علي صديقي هذا الأمر فقلت له إن هذا حرام لأنها ليست الحقيقة، فأجاب بأن هذا المال لم يظهر له صاحب وبدلاً من أن تستفيد به دولة كافرة يستفيد به هو كمسلم ويفيد بدوره الكثير من المسلمين، فما رأي فضيلتكم في هذه المسألة؟
جزاكم الله خيراً.
 

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى ما أورده أهل العلم في حكم الاستيلاء على أموال غير المسلمين.
ثم إن عرض هذا الشخص لصديقه قد اشتمل على المحذورين التاليين وهما:
- تزوير الشهادات.
- وأكل الأموال بغير حق.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من المحذور الأول أيما تحذير، روى البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، ألا وقول الزور وشهادة الزور، فمازال يقولها حتى قلنا ليته سكت».
وورد في أكل المال بالباطل وعيد شديد، قال الله تعالى: {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ} [البقرة: 188]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام». وقال النبي صلى الله عليه وسلم:  «يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، النار أولى به» (رواه أحمد)، وصححه الحاكم والذهبي، وروى الطبراني في مسند الشاميين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به».
وإذا انضاف إلى هذا ما اشتمل عليه هذا العرض من خيانة المؤسسة التي يعمل الشخص معها، وخيانة الحكومة التي يخضع لنظامها، والتعاون مع أهل الإثم على آثامهم، كان تحريمه أمراً بادياً، فعلى هذا الشخص أن ينصح صديقه بالابتعاد عن هذه المحرمات ويتوب إلى الله منها.
والله أعلم.
 

الشبكة الإسلامية

موقع الشبكة الإسلامية

  • 0
  • 0
  • 4,236

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً