شبهة حول إباحة وطء الجارية بملك اليمين
قرأت أنه للمسلم أن يأخذ الجواري ويطأهن حتى لو لم يردن ذلك وكأنه يغتصبهن، أعلم أن الله لا يظلم أحدا، ولكن أليس هذا من المنكر؟ أم أنه شيء جيد؟ وإن كان كذلك فأقنعوني رجاء أكاد أجن من التفكير في الموضوع، فكيف يرضى الرحمن بذلك؟!! بسرعة أرجوكم دلوني على آيات وأدعية لزيادة الإيمان.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فأولا نقول للسائلة الكريمة: هوني على نفسك فليس الأمر كما تتصورين أو يصوره أعداء الإسلام ويروجون له، ولتعلمي أن جواز وطء السيد لجاريته سببه الرق الشرعي خاصة، والإسلام جاء والرق موجود في أمم الأرض كلها، ويتخذ بكل الطرق، وبأبشع الصور وظل ذلك إلى وقت قريب، وعندما أغلق الإسلام جميع طرق الاسترقاق وحرمها جميعاً، إلا طريقاً واحداً هو الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله معاملة بالمثل لما كان سائداً في تلك الفترة من تاريخ البشرية، فتح كثيراً من الأبواب للخروج من الرق والتخلص منه بالكلية، فحث على العتق، ورغب فيه بكل وسيلة وجعله كفارة لكثير من المخالفات الشرعية، وخصص نصيباً من الزكاة لعتق الأرقاء، وحث على مساعدتهم حتى يتخلصوا منه بصفة نهائية، وعندما اتفقت أمم الأرض في هذا العصر على تحرير العبيد كان المسلمون أول من رحب بذلك، لأن دينهم كان يسعى إليه، كما يسعى إلى تحرير الشعوب الضعيفة من استرقاق القوى العظمى بطرق أخرى؛ لذلك لا يوجد دين من الأديان عرف للأرقاء حقهم واعتنى بآدميتهم وسعى في تخليصهم كالإسلام، فإذا ثبت هذا عُلم أنّ للسيد حقاً في مملوكته الثابت ملكها شرعا، ومن المستبعد أن ترفض الأمة الوطء من سيدها لما يترتب على ذلك من الأحكام إذا حملت منه، لذلك نقول: إن الإسلام أباح للسيد أن يطأ مملوكته الشرعية بملك اليمين، وكل ما ذكر إنما هو باعتبار زمن وجود الرق، وأما الآن وبعد إلغاء الرق وصيرورته معدوما فإنه لم يعد من الممكن اتخاذ جارية، لأن الجارية إنما هي أمة، والأمة لا وجود لها إلا مع وجود الرق.
وأما ما طلبت من الأدعية فقد روى البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من قوله: « ».
وعن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: « »، فقلت يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: « » (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: