الخادمات حرائر ولسن ملكا لليمين
بسم الله الرحمن الرحيم، من هن المقصودات بـ {ما ملكت أيمانكم}، هل تعتبر كل خادمة هي محللة لسيدها؟ ألا يشبه ذلك الزنا؟ أتمنى أن يكون الجواب مبسطا.
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد ورد لفظ {ما ملكت أيمانكم} في القرآن الكريم ويراد به الرقيق عموما من الذكور والإناث، وذلك في قول الله تبارك وتعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 36] فأمر الله تعالى بالإحسان إلى المذكورين ومن ضمنهم ملك اليمين (الأرقاء) وقد يرد هذا اللفظ والمقصود به الإناث خاصة، وهن الجواري السراري من ملك اليمين، جاء ذلك في قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون:5 -6]، وهؤلاء لهن أحكام كثيرة مفصلة في كتب الفقه، فليست كل أمة ملكها الرجل يجوز له وطؤها.. وأما الخادمات بالمفهوم السائد الآن،فهن حرائر وأجيرات وعاملات كغيرهن من العمال والأجراء في الأعمال العامة والخاصة، وهن أجنبيات عن مستخدمهن كغيرهن من النساء الأجنبيات، لا يجوز له أن يرى منهن إلا ما يرى من المرأة الأجنبية، ولا يكلمهن إلا في ما يتعلق بعمله، وبقدر الحاجة، ولا يجوز له بحال من الأحوال أن يخلو بهن أو يسافر معهن بغير محرم.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: