حكم صلاة النوافل جماعة بصفة دائمة
السلام عليكم. منذ فترة ليست بالقصيرة أصلي مع زوجتي صلاة جماعة نافلة بعد وقت العشاء وقبل النوم. وعادة ما نختم الصلاة بثلاث ركعات صلاة وتر جهرية بتسليمة واحدة على مذهب السادة الحنفية. سؤالي هل يجوز أن نستمر على هذه الهيئة من النوافل والوتر؟
أرشدونا يرحمكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: صلاة التطوع في جماعة نوعان: أحدهما: ما تسن له الجماعة الراتبة، كالكسوف والاستسقاء وقيام رمضان، فهذا يفضل في جماعة دائماً، كما مضت به السنة.
الثاني: ما لا تسن له الجماعة الراتبة، كقيام الليل والسنن الرواتب وصلاة الضحى وتحية المسجد ونحو ذلك، فهذا إذا فعل جماعة أحياناً جاز.
وأما الجماعة الراتبة في ذلك فغير مشروعة، بل بدعة مكروهة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين لم يكونوا يعتادون الاجتماع للرواتب على ما دون هذا، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما تطوع في ذلك في جماعة قليلةٍ أحياناً، فإنه كان يقوم الليل وحده، لكن لما بات ابن عباس عنده صلى معه، وليلة أخرى صلى معه حذيفة، وليلة أخرى صلى معه ابن مسعود، وكذلك صلى عند عتبان بن مالك الأنصاري في مكان يتخذه مصلى صلى معه، وكذلك صلى بأنس وأمه واليتيم.
و عامة تطوعاته إنما كان يصليها منفرداً، أهـ كلام شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى.
وعليه فلا يجوز لكما الاستمرار على هذه الهيئة من الصلاة جماعة- أعني المداومة على صلاة قيام الليل جماعة- ولا بأس أن تجتمعا بين الفينة والأخرى.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: