حكم التسمي للبشر بالقرآن والسنة، وبأسْماء تبدأ بلفظِ الجلالة
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: النهي عن البدع والمنكرات -
حفِظَكم الله تَعالى،
أحدُ الكتَّاب على شبكة الإنْترنت يسمِّي نفسَه: "القُرآن والسنَّة"، ويقول: إنه ما من دليلٍ على تَحريم التَّسمِّي للبشَر بالقُرآن والسنَّة، فما الجواب عليه؟
وهل يَجوز أن يُنادى بـ: أخي، ثُم تكتب: "القُرآن والسنَّة"؟
وإن أخْطأَ هذا الكاتِب، فهل يُرَدُّ عليْه، أم يُتْرَك من أجْلِ اسمِه؟
وما حُكْم التَّسمِّي بأسْماء تبدأ بلفظِ الجلالة: "الله"، أو القُرآن الكريم، مثـل: "الله كريم"، "الله ربي"، "الله المستعان"، أو "القُرآن طريقي"، "القُرآن منهجي"، "القرآن حياة القلوب"؟
وهل يَجوز أن يُنادى عليْهِم بـ: أخي، ثم تكتب: "الله كريم"، أو أخي، ثُمَّ تكتب "القُرآن طريقي"؟
عِلْمًا بأنَّ هذه الأسْماء انتشرتْ في الآوِنة الأخيرة على شبكةِ الإنتَرْنِت.
أفيدونا، جزاكم الله تعالى كلَّ خير.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فالَّذِي يظهر عدم مشروعية التَّسمِّي بتلك المعرِّفات؛ لأنَّ كلَّ إنسان عُرضةٌ للخطأ؛ ومِن ثَمَّ يُردُّ عليه، فإذا رُدَّ عليْه، فقد يُساء إلى الاسم نفسِه، فتكون الإساءة لتِلْك الأسماء، ولا يَخفى ما فيه، وربَّما انتهز أعْداء الإسلام ذلك الاسمَ، فيُسيئون إليْه؛ لذلك ينبغي أن يُصانَ اسم الله أو القُرآن عن هذا، كما لا يخفى ما في التسمي بها من التمدُّح والعلوٌّ، فيكون من الإعجاب والاغترار، وهو مذموم، والواجب ترك كل ما يحتمل الغلو والمبالغة.
قال ابن القيم - رحمه الله -: "ومما يُمنع منه: التسميةُ بأسماء القرآن وسوره؛ مثل: طه، ويس، وحم، وقد نصَّ مالك على كراهة التسمية بـ "يس"؛ ذكره السهيلي، وأما ما يذكره العوام: أن يس وطه من أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - فغير صحيح، ولا حسن، ولا مرسل، ولا أثر عن صاحب؛ وإنما هذه الحروف مثل: ألم، وحم، الر، ونحوها". اهـ.
أما التَّسمِّي بأسْماء تبدأ بلفظِ الجلالة: "الله"، أو القُرآن الكريم، فلا يجوز مطلقًا.
قال الشيخ العثيمين في "سلسلة لقاءات الباب المفتوح": "أسماء الله نوعان: نوع مختصٌّ به، لا يجوز أن يسمى به غيره؛ مثل: الله، الرحمن، الجبار، المتكبر، هذه لا يجوز أن يسمى بها أحد من الخلق؛ لأن هذه الصفة لا يتصف بها غيره" والنوع الثاني لا يختص بالله، ويجوز أن يسمى به غيره...، وأنتم تعرفون أن في الصحابة من كان يسمى: حكيم، ومن يسمى الحكم، وما أشبه ذلك. اهـ.
وقال ابن حجر في "فتح الباري" - تعليقًا على حديث: « » -: "واستُدلَّ بهذا الحديث على تحريم التسمِّي بهذا الاسم؛ لورود الوعيد الشديد، ويلتحق به ما في معناه؛ مثل خالق الخلق، وأحكم الحاكمين، وسلطان السلاطين، وأمير الأمراء، وقيل: يلتحق أيضًا من سمى بشيء من أسماء الله الخاصة به؛ كالرحمن والقدوس والجبار". اهـ،،
والله أعلم.