إجابة المؤذن في حال سماع أكثر من أذان في وقت واحد
أردد الأذان مع الحرم المكي وبعدها مع الحرم النبوي وفي بعض الأحيان يكون وقت الأذان في نفس الوقت ويفوتني واحد منهما، فهل لي الأجر كاملا مع المضاعفة في الحسنات؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإذا كان الأذان في وقته وكان السامع لم يصل تلك الصلاة التي أذن لها فإنه مطالب بحكايته والدعاء بعده على وجه السنية والاستحباب؛ لدخوله في عموم أمر النبي صلى الله عليه بحكاية الأذان، سواء سمعه مباشرة أو عبر التلفاز، وسواء في ذلك الحرم وغيره.
وفي حال سماع أكثر من أذان فقيل، يكتفي بحكاية الأذان الأول، لأنه بذلك امتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحكاية الأذان؛ كما في الصحيحين من قوله: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول.
وقالوا: إن الأمر لا يقتضي التكرار، وقيل: يجيب النداء الأول والثاني، وأكثر، لعموم الحديث، ولأنه ذكر يثاب عليه، هو أن السامع يحكي الأذان إذا سمعه، سواء كان واحدا أو أكثر، فإن أذن المؤذنون دفعة واحدة فيكتفي بحكاية واحد، ويحصل بها على أجر حكاية الأذان ـ إن شاء الله تعالى ـ إذ لا يستطيع غير ذلك.
وإن كان يقصد بقوله مضاعفة الحسنات ما إذا كان يضاعف له أجر حكاية الأذان باعتباره أذان الحرم، فالجواب أنه إذا كان السامع المردد بأحد الحرمين كان له ذلك ـ إن شاء الله تعالى ـ لأن العمل يضاعف بهما.
وإن لم يكن بأحدهما فله أجر الذكر وحكاية الأذان، والحسنة بعشر أمثالها.
مع العلم أن حكاية الأذان سنة من فعلها أجرعليها ومن تركها لم يأثم.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: