الضابط في تفضيل المساجد بعضها على بعض في الاعتكاف
محمد بن محمد المختار الشنقيطي
- التصنيفات: فقه الصيام -
السؤال: لا يخفى أن المساجد تتفاوت في الفضيلة ، فما هو الضابط في تفضيل
المساجد بعضها على بعض في الاعتكاف ، وأيها يقدم المعتكف ويحرص عليه
مع ذكر الدليل على تلك الضوابط من الكتاب والسنة ؟
الإجابة: أول المساجد فضلا ، وأعظمها أجرا ، وأعلاها قدرا البيت الحرام ، فمسجد
الكعبة هو أعظم المساجد ، وأفضلها على الإطلاق ؛ لأنه اجتمعت فيه
فضائل لا توجد في غيره :
فأولا : أن الطواف لا يشرع إلا فيه ، وهذه فضيلة لا توجد في غير المسجد الحرام ، والطواف من أجل القربات لله - عز وجل .
وثانيا : مضاعفة الصلاة فيه أكثر من غيره ، فالصلاة في مسجد الكعبة بمائة ألف صلاة ، وهذه فضيلة لا توجد في غيره ؛ كما نص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك .
وثالثا : قِدَمه ؛ لأنه أول بيت وضع للناس ، وهو مسجد الكعبة ، والأقدم مقدّم على غيره - كما سيأتي في ضوابط التفضيل بين المساجد - . فالأفضل مسجد الكعبة ، ثم يليه مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الصلاة فيه بألف ، وهذه فضيلة لا توجد في غيره ما عدا المسجد الحرام ، ولذلك يفضل مسجد المدينة على ما سواه من المساجد بعد مسجد الكعبة ، ثم المسجد الأقصى ؛ لورود الفضل فيه ، والصلاة فيه بخمسمائة ، وكذلك ينظر في التفضيل إلى أصول وضوابط دلت عليها أدلة الكتاب والسنة :
فأولها : قِدَم المسجد ، فإذا كان المسجد أقدم ؛ فإنه أفضل ، وأولى بالاعتكاف ؛ والدليل على ذلك قوله تعالى : { لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ } فبيّن عز وجل في هذه الآية الكريمة أن المسجد الأقدم أحقّ أن يقوم الإنسان فيه بالعبادة ، وهذا أخذ منه الأئمة - رحمهم الله - تفضيل المسجد الأقدم .
كذلك أيضا : يفضل المسجد الأكثر عددًا ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثبت في الحديث الصحيح عنه أنه قال: " "
ففضّل الصلاة مع كثرة العدد ، فتفضل المساجد التي هي أكثر عددا ؛ لوجود هذه الفضيلة الثابتة في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم .
كذلك يفضل الاعتكاف في المسجد الذي يخشع فيه قلب الإنسان أكثر، وتتوفر الدواعي للخشوع من : وجود إمام يتأثر بقراءته ، ويتأثر بخُطَبه ، ويتأثر بمواعظه ، ويتأثر بتوجيهه ؛ فحينئذ يحرص على أن يصلي فيه ؛ لأن الله - عز وجل - مقلّب القلوب، ويرزق أئمة المساجد القبول فضلا منه - عز وجل - ، والإخلاص له أثر، فقلّ أن يوضع القبول لإنسان في أمر من أمور الدين إلا ووراء ذلك بعد فضل الله سر من الإخلاص .
فإذا صلى الإنسان وراء إمام مخلص أو تظهر آثار إخلاصه في انتفاعه بوعظه ، وانتفاعه بتوجيهه ، وحبه له ، وتأثره بنصائحه ، فهذا لا شك أنه أفضل في حق هذا المكلف ؛ لأن المقصود الأعظم هو الخشوع ، وحضور القلب ، وهذا أصل معتبر في سماع التلاوة ، والتأثر بالقرآن، وبالمواعظ .
وبخلاف الإمام الذي ينفّر الناس ؛ وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك ، فقال : " "
فإذا كان في المسجد له إمام ينفر، وأسلوبه ينفّر ولا يحبّب، فحينئذ يقدّم غيره عليه ؛ لأنه أقرب إلى السنة ، واتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه كلها من الأسباب أو الضوابط التي توجب تفضيل مسجد على آخر، وتقديمه على غيره .
فأولا : أن الطواف لا يشرع إلا فيه ، وهذه فضيلة لا توجد في غير المسجد الحرام ، والطواف من أجل القربات لله - عز وجل .
وثانيا : مضاعفة الصلاة فيه أكثر من غيره ، فالصلاة في مسجد الكعبة بمائة ألف صلاة ، وهذه فضيلة لا توجد في غيره ؛ كما نص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك .
وثالثا : قِدَمه ؛ لأنه أول بيت وضع للناس ، وهو مسجد الكعبة ، والأقدم مقدّم على غيره - كما سيأتي في ضوابط التفضيل بين المساجد - . فالأفضل مسجد الكعبة ، ثم يليه مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الصلاة فيه بألف ، وهذه فضيلة لا توجد في غيره ما عدا المسجد الحرام ، ولذلك يفضل مسجد المدينة على ما سواه من المساجد بعد مسجد الكعبة ، ثم المسجد الأقصى ؛ لورود الفضل فيه ، والصلاة فيه بخمسمائة ، وكذلك ينظر في التفضيل إلى أصول وضوابط دلت عليها أدلة الكتاب والسنة :
فأولها : قِدَم المسجد ، فإذا كان المسجد أقدم ؛ فإنه أفضل ، وأولى بالاعتكاف ؛ والدليل على ذلك قوله تعالى : { لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ } فبيّن عز وجل في هذه الآية الكريمة أن المسجد الأقدم أحقّ أن يقوم الإنسان فيه بالعبادة ، وهذا أخذ منه الأئمة - رحمهم الله - تفضيل المسجد الأقدم .
كذلك أيضا : يفضل المسجد الأكثر عددًا ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثبت في الحديث الصحيح عنه أنه قال: " "
ففضّل الصلاة مع كثرة العدد ، فتفضل المساجد التي هي أكثر عددا ؛ لوجود هذه الفضيلة الثابتة في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم .
كذلك يفضل الاعتكاف في المسجد الذي يخشع فيه قلب الإنسان أكثر، وتتوفر الدواعي للخشوع من : وجود إمام يتأثر بقراءته ، ويتأثر بخُطَبه ، ويتأثر بمواعظه ، ويتأثر بتوجيهه ؛ فحينئذ يحرص على أن يصلي فيه ؛ لأن الله - عز وجل - مقلّب القلوب، ويرزق أئمة المساجد القبول فضلا منه - عز وجل - ، والإخلاص له أثر، فقلّ أن يوضع القبول لإنسان في أمر من أمور الدين إلا ووراء ذلك بعد فضل الله سر من الإخلاص .
فإذا صلى الإنسان وراء إمام مخلص أو تظهر آثار إخلاصه في انتفاعه بوعظه ، وانتفاعه بتوجيهه ، وحبه له ، وتأثره بنصائحه ، فهذا لا شك أنه أفضل في حق هذا المكلف ؛ لأن المقصود الأعظم هو الخشوع ، وحضور القلب ، وهذا أصل معتبر في سماع التلاوة ، والتأثر بالقرآن، وبالمواعظ .
وبخلاف الإمام الذي ينفّر الناس ؛ وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك ، فقال : " "
فإذا كان في المسجد له إمام ينفر، وأسلوبه ينفّر ولا يحبّب، فحينئذ يقدّم غيره عليه ؛ لأنه أقرب إلى السنة ، واتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه كلها من الأسباب أو الضوابط التي توجب تفضيل مسجد على آخر، وتقديمه على غيره .