هل السنة أن يؤذَّن للجمعة أذانان أم واحد
في كتاب شرح النووي ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن المتمسك بسنة الأذان الواحد يوم الجمعة من المتحذلقين. فهل هذا صحيح؟ وأيهما على السنة الأذان الواحد أم الاثنان ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الأذان الأول سنه عثمان رضي الله عنه في خلافته لما كثر الناس وتباعدت أماكنهم، فصار سنة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين .وعثمان من الخلفاء الراشدين وقد فعل هذا، وأقره الموجودون في خلافته من المهاجرين والأنصار، فصار إجماعا سكوتيا. ففي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء : ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ... الحديث. والنداء يوم الجمعة كان أوله حين يجلس الإمام على المنبر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما كانت خلافة عثمان وكثر الناس ؛ أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الأول -الآن-, وليس ببدعة لما سبق من الأمر باتباع سنة الخلفاء الراشدين.
والأصل في ذلك ما رواه البخاري والنسائي والترمذي وابن ماجه وأبو داود واللفظ له، عنابن شهاب، أخبرني السائب بن يزيد: أن الأذان كان أوله حين يجلس الإمام على المنبر يوم الجمعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما كان خلافة عثمان وكثر الناس أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث، فأذن به على الزوراء. فثبت الأمر على ذلك، وكان هذا الأذان لما كثر المسلمون فزاده اجتهادا منه، وموافقة سائر الصحابة له بالسكوت وعدم الإنكار؛ فصار إجماعا سكوتيا. انتهى.
وقد قال بعض أهل العلم إن الأمر في ذلك واسع، فمن اقتصر على أذان واحد فهو متأس برسول الله صلى الله عليه وسلم ومقتد بأبي بكر وعمر، ومن أذن أذانين فهو بذلك مقتد بالخليفة الراشد عثمان بن عفان ومن وافقه من المهاجرين والأنصار.
وما ذكر عن الشيخ محمد بن صالح العثيمين هو إنكار منه رحمه الله تعالى على من لا يرى استحباب الأذان الأول يوم الجمعة بحجة أنه لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والصحيح ما تقدم من أنه مستحب وليس بدعة.
ولعل السائل يقصد شرح ابن عثيمين لكتاب رياض الصالحين للنووي.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: