التشويش على المعتكف
منذ 2006-12-01
السؤال: : نعاني كثيرا عند اعتكافنا من تشويش بعض الإخوة علينا - هداهم الله -
خاصة في حال نومنا ، حيث يجلسون يتحدثون بأصوات عالية ، تمنعنا من
النوم ، ويستدل بعضهم بحديث صفية - رضي الله عنها - أنها زارت النبي -
صلى الله عليه وسلم - في المسجد، وتحدثت معه ، نرجو منكم التوجيه
والنصيحة ؟
الإجابة: على هؤلاء أن لا يؤذوا إخوانهم ، فمن أراد أن يتحدث مع أحد من إخوانه
يقوم معه إلى مكان بعيد عن الإخوان النائمين ، فهؤلاء أناس انقطعوا
للعبادة ، وتركوا بيوتهم وأهليهم وذويهم وأموالهم ، وتركوا دنياهم
وأقبلوا على الله ، فمن يؤذيهم يخشى عليه ، والله يخشى على كل من آذى
عبدا في طاعة الله - تعالى - ، فليتق الله هؤلاء في التساهل في أذية
النائمين ، خاصة من المعتكفين ، حتى العمال أثناء عملهم ، البعض يرمي
ويتعاطى الأشياء بقوة ، وهو يستطيع أن ينقلها برفق ، وأن لا يؤذي ولا
يشوش على النائمين ، فهذه وصية للجميع أن يتقوا الله - تعالى - في
هؤلاء النائمين .
وأوقات النوم للمعتكفين ينبغي أن تُهيأ ، حتى الأعمال ينبغي أن توقف فيها في المساجد ؛ لأن المعتكفين بحاجة ، والمساجد بنيت لذكر الله - تعالى - ، فإذا جاء المعتكف يريد أن ينام ، وهذا يتحدث مع أخيه ، ويتحدث مع زميله ، وبصوت عال ، مثل ما ذكر السائل أنه يؤذيهم كثيرا، فهذا لا شك أنه لا يخلو من الإثم خاصة إذا قصد أذية أخاه المسلم ، أو قال له أخوه : إني متضرر فلم يسمع ولم يلتفت إليه .
فنوصي هؤلاء أن يتقوا الله في إخوانهم ، وأوصي أيضا الإخوة الذين يرون من يتحدثون أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، وأنت مثاب شرعا، إذا وجدت أحدا يتحدث بصوت عال وإخوانه نائمون ، تأتي إليه وتقول له : يا أخي، إذا سمحت لا تؤذي إخوانك، والمشكلة أن الناس لا تتناهى عن المنكر، وهذا التقصير هو الذي يشجع المخطئ على خطئه ، فهؤلاء أناس أيام معدودة وساعات معدودة فإذا جاء مثلا في ليلة الإنسان يريد أن ينام حتى يتقوى على عبادتها ، فجاء أحد يشوش عليه ، فلم ينل حظه من الراحة ، ألا يؤثر هذا على عبادته ؟! ألا يؤثر هذا على صلاته ؟! ألا يؤثر هذا على اعتكافه ؟! ما يتقي الله في إخوانه ، لا يجدون إلا ساعات قليلة من بعد طلوع الشمس إلى صلاة الظهر، يريدون أن يناموا فيها، ولا يجدون غيرها الساعات مثلا ، وإذا به يأتي ويضيع عليهم أوقاتهم ، أو يجلس يضحك مع أصحابه ؛ خاصة الصغار والأحداث ، وبعض الأساتذة - جزاهم الله خيرا - في التحافيظ يأتون ببعض الطلاب يعلمونهم الاعتكاف ، ويفلتونهم في المسجد دون مراقبة ، وربما يذهبون لزيارة فلان وعلان ، فيأتون إلى أناس نائمين يؤذونهم ويشوشون عليهم ، هذه أمور ينبغي التناصح فيها! وينبغي تذكير الناس فيها ، وأن يهيئ للمعتكفين في وقت الراحة ، من يحرصهم ويمنع من يشوش عليهم ؛ لأن هؤلاء جاءوا لقصد عظيم، وطاعة جليلة ، ومن يعينهم على ذلك فهو مثاب شرعا ، فنوصي لهؤلاء أن يتقوا الله .
أما حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - مع صفية ، فأين هذا من هذا ؟! وهل جلس النبي - صلى الله عليه وسلم - مع امرأته يتحدث بصوت عال يشوش على الصحابة - رضوان الله عليهم - حاشا وكلا ، وأين أنت من رسول الهدى - عليه الصلاة والسلام - الذي هو أخشى لله - تعالى - ، وأشد حياء من العذراء في خدرها - صلوات الله وسلامه عليه - كان على الأكمل والأفضل ، فلا تنسب للسنة ما ليس بصحيح ، ولا تستدل بحديث عن هوى . الأحاديث لها دلالات ينبغي أن تقيد بضوابط العلماء وأصولهم ، ولا يستدل بحديث على عمومه هكذا ، هذه أذية وضرر، ولا يجوز أن يؤذي المسلم ويضر .
وأوقات النوم للمعتكفين ينبغي أن تُهيأ ، حتى الأعمال ينبغي أن توقف فيها في المساجد ؛ لأن المعتكفين بحاجة ، والمساجد بنيت لذكر الله - تعالى - ، فإذا جاء المعتكف يريد أن ينام ، وهذا يتحدث مع أخيه ، ويتحدث مع زميله ، وبصوت عال ، مثل ما ذكر السائل أنه يؤذيهم كثيرا، فهذا لا شك أنه لا يخلو من الإثم خاصة إذا قصد أذية أخاه المسلم ، أو قال له أخوه : إني متضرر فلم يسمع ولم يلتفت إليه .
فنوصي هؤلاء أن يتقوا الله في إخوانهم ، وأوصي أيضا الإخوة الذين يرون من يتحدثون أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، وأنت مثاب شرعا، إذا وجدت أحدا يتحدث بصوت عال وإخوانه نائمون ، تأتي إليه وتقول له : يا أخي، إذا سمحت لا تؤذي إخوانك، والمشكلة أن الناس لا تتناهى عن المنكر، وهذا التقصير هو الذي يشجع المخطئ على خطئه ، فهؤلاء أناس أيام معدودة وساعات معدودة فإذا جاء مثلا في ليلة الإنسان يريد أن ينام حتى يتقوى على عبادتها ، فجاء أحد يشوش عليه ، فلم ينل حظه من الراحة ، ألا يؤثر هذا على عبادته ؟! ألا يؤثر هذا على صلاته ؟! ألا يؤثر هذا على اعتكافه ؟! ما يتقي الله في إخوانه ، لا يجدون إلا ساعات قليلة من بعد طلوع الشمس إلى صلاة الظهر، يريدون أن يناموا فيها، ولا يجدون غيرها الساعات مثلا ، وإذا به يأتي ويضيع عليهم أوقاتهم ، أو يجلس يضحك مع أصحابه ؛ خاصة الصغار والأحداث ، وبعض الأساتذة - جزاهم الله خيرا - في التحافيظ يأتون ببعض الطلاب يعلمونهم الاعتكاف ، ويفلتونهم في المسجد دون مراقبة ، وربما يذهبون لزيارة فلان وعلان ، فيأتون إلى أناس نائمين يؤذونهم ويشوشون عليهم ، هذه أمور ينبغي التناصح فيها! وينبغي تذكير الناس فيها ، وأن يهيئ للمعتكفين في وقت الراحة ، من يحرصهم ويمنع من يشوش عليهم ؛ لأن هؤلاء جاءوا لقصد عظيم، وطاعة جليلة ، ومن يعينهم على ذلك فهو مثاب شرعا ، فنوصي لهؤلاء أن يتقوا الله .
أما حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - مع صفية ، فأين هذا من هذا ؟! وهل جلس النبي - صلى الله عليه وسلم - مع امرأته يتحدث بصوت عال يشوش على الصحابة - رضوان الله عليهم - حاشا وكلا ، وأين أنت من رسول الهدى - عليه الصلاة والسلام - الذي هو أخشى لله - تعالى - ، وأشد حياء من العذراء في خدرها - صلوات الله وسلامه عليه - كان على الأكمل والأفضل ، فلا تنسب للسنة ما ليس بصحيح ، ولا تستدل بحديث عن هوى . الأحاديث لها دلالات ينبغي أن تقيد بضوابط العلماء وأصولهم ، ولا يستدل بحديث على عمومه هكذا ، هذه أذية وضرر، ولا يجوز أن يؤذي المسلم ويضر .
محمد بن محمد المختار الشنقيطي
حاصل على الدكتوراه في الفقه وهو مدرس في الجامعة الإسلامية وبالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة وحاليا قد أصبح الشيخ عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد وعضو هيئة كبار العلما
- التصنيف: