الطاعات المستحبة لكي يجد المسلم أثر اعتكافه
محمد بن محمد المختار الشنقيطي
- التصنيفات: فقه الصيام -
السؤال: فضيلة الشيخ الاعتكاف يحتاج إلى مجاهدة عظيمة لكي يخرج المسلم منه
بفوائد ، فهلا ذكرتنا بالحال الأفضل في الاعتكاف ، حتى تشحذ همتنا
للخير، وما هي الطاعات المستحبة والمرغّب فيها لكي يجد المسلم أثر
اعتكافه ؟
الإجابة: الوقت يضيق ، لكن ما يشحذ همتك ، وأحيلك على مليء ، ومن أحيل على مليء
فليتبع ، ليس هناك شيء يشحذ الهمم في طاعة الله - تعالى - ومحبة الله
ومرضاته مثل كتاب الله - تعالى - ، فطوبى ثم طوبى لمن أكثر من تلاوة
القرآن في الاعتكاف ، وطوبى ثم طوبى لمن شغل وقته بالقرآن في الاعتكاف
، وهل الاعتكاف إلا مدرسة القرآن ، هل هو إلا أخلاق القرآن وآداب
القرآن وشمائل القرآن وعلوم القرآن ومدارسة القرآن ، هذا هو الاعتكاف
.
أقبل على القرآن ، وأكثر تلاوته ، وقف عند كل آية فضلا عن سورة ، وعند كل كلمة فضلا عن جملة ، لكي تنظر ما الذي أمرك الله بها ؟ وما الذي نهاك عنه ؟ ولكي تنظر ماذا قال الله لك؟ وماذا وصاك الله به ؟ وثق ثقة تامة أنه لن تشحذ همتك بشيء أبْرك ولا أفضل من كتاب الله - تعالى { أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } { إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ . }
فأكثر من سماع القرآن ومن تلاوة القرآن وأبشر بكل خير، وقد سبق وأن ذكرنا آداب المعتكف مع ربه ، مع الناس ، مع نفسه ، طبق هذه الآداب ، وستخرج من الاعتكاف بنفس غير النفس التي دخلت بها ، وتحرص كل الحرص على أن تراقب الله مراقبة تامة كاملة، وتركز على حقوق الله - تعالى - عليك في اعتكافك ، وأبشر بكل خير، وأرجو لك خيرا في أمرين :
أولهما : أن تحرص كل الحرص على كف نفسك عن شيء حرّمه الله عليك ، بمجرد ما تدخل في اعتكافك احرص على أنك لا تصيب ذنبا ، لا في قولك ، ولا في عملك ، ولا في نظرك ، ولا في سمعك ، ولا في جوارحك ، فإذا حفظت جوارحك من معاصي الله- تعالى - وطهرتها من الذنوب، وكنت حفيظا محافظا ؛ رزقت البركة في سمعك وبصرك وجوارحك .
ثانيا : أن تحرص كل الحرص على العبادات الخفية ، التي هي بعيدة عن نظر الناس وعلم الناس ، وإذا قمت تصلي كأنه لا يراك أحد إلا الله وحده ، ولو كنت أمام الناس كلهم ، لا تبالي بالناس، إذا أردت أن تكون معتكفا حقا كأنك في غرفتك لا يراك أحدا إلا الله - تعالى - ، ولا تبالي بالناس ،كثروا أم قلّوا ، إذا الله - عز وجل - فتح عليك بهذا القلب السليم الذي يستشعر أن الله يسمعه ويراه ، ومتوجه إلى الله بكليّته في صلاته ، وفي ذكره ، وفي إنابته ، وفي إخباته لله - تعالى - فأبشر بكل خير، ستشحذ همتك ما سلمت من معاصي الله - تعالى - وستشحذ همتك ما تغذيت بالقرآن وآداب القرآن وعلوم القرآن ومنافع القرآن ، هذا من أعظم الأسباب ، وإلا الحديث عن شحذ الهمم في الاعتكاف واسع وطويل .
وآخر شيء القدوة الصالحة ، انظر إلى عالم أو طالب علم أو إنسان صالح ديّن محافظ في اعتكافه على حقوق الاعتكاف ، والتزمه إذا وجدته ، فاشدد يديك عليه دون أن تجلس معه ، ودون أن يحدثك ، من الناس من يحدثك منظره قبل أن يحدثك مخبره ، يمكن تجد من كبار السن من المعتكفين من هو أصدق في اعتكافه ، ربما تقتدي به وهو لا يدري ، إن من الناس من جعله الله مباركا أينما كان ، وقال الله عن نبيه يحي - عليه السلام { مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ }من الناس من يدعو وهو لا يتكلم ، في سمته ودله ، فمثل هؤلاء القدوة الذين إذا رأيتهم في بيوت الله قد عظموا بيوت الله - تعالى - تأدب بآدابهم من العلماء وطلاب العلم والصالحين، وأبشر بكل خير.
أقبل على القرآن ، وأكثر تلاوته ، وقف عند كل آية فضلا عن سورة ، وعند كل كلمة فضلا عن جملة ، لكي تنظر ما الذي أمرك الله بها ؟ وما الذي نهاك عنه ؟ ولكي تنظر ماذا قال الله لك؟ وماذا وصاك الله به ؟ وثق ثقة تامة أنه لن تشحذ همتك بشيء أبْرك ولا أفضل من كتاب الله - تعالى { أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } { إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ . }
فأكثر من سماع القرآن ومن تلاوة القرآن وأبشر بكل خير، وقد سبق وأن ذكرنا آداب المعتكف مع ربه ، مع الناس ، مع نفسه ، طبق هذه الآداب ، وستخرج من الاعتكاف بنفس غير النفس التي دخلت بها ، وتحرص كل الحرص على أن تراقب الله مراقبة تامة كاملة، وتركز على حقوق الله - تعالى - عليك في اعتكافك ، وأبشر بكل خير، وأرجو لك خيرا في أمرين :
أولهما : أن تحرص كل الحرص على كف نفسك عن شيء حرّمه الله عليك ، بمجرد ما تدخل في اعتكافك احرص على أنك لا تصيب ذنبا ، لا في قولك ، ولا في عملك ، ولا في نظرك ، ولا في سمعك ، ولا في جوارحك ، فإذا حفظت جوارحك من معاصي الله- تعالى - وطهرتها من الذنوب، وكنت حفيظا محافظا ؛ رزقت البركة في سمعك وبصرك وجوارحك .
ثانيا : أن تحرص كل الحرص على العبادات الخفية ، التي هي بعيدة عن نظر الناس وعلم الناس ، وإذا قمت تصلي كأنه لا يراك أحد إلا الله وحده ، ولو كنت أمام الناس كلهم ، لا تبالي بالناس، إذا أردت أن تكون معتكفا حقا كأنك في غرفتك لا يراك أحدا إلا الله - تعالى - ، ولا تبالي بالناس ،كثروا أم قلّوا ، إذا الله - عز وجل - فتح عليك بهذا القلب السليم الذي يستشعر أن الله يسمعه ويراه ، ومتوجه إلى الله بكليّته في صلاته ، وفي ذكره ، وفي إنابته ، وفي إخباته لله - تعالى - فأبشر بكل خير، ستشحذ همتك ما سلمت من معاصي الله - تعالى - وستشحذ همتك ما تغذيت بالقرآن وآداب القرآن وعلوم القرآن ومنافع القرآن ، هذا من أعظم الأسباب ، وإلا الحديث عن شحذ الهمم في الاعتكاف واسع وطويل .
وآخر شيء القدوة الصالحة ، انظر إلى عالم أو طالب علم أو إنسان صالح ديّن محافظ في اعتكافه على حقوق الاعتكاف ، والتزمه إذا وجدته ، فاشدد يديك عليه دون أن تجلس معه ، ودون أن يحدثك ، من الناس من يحدثك منظره قبل أن يحدثك مخبره ، يمكن تجد من كبار السن من المعتكفين من هو أصدق في اعتكافه ، ربما تقتدي به وهو لا يدري ، إن من الناس من جعله الله مباركا أينما كان ، وقال الله عن نبيه يحي - عليه السلام { مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ }من الناس من يدعو وهو لا يتكلم ، في سمته ودله ، فمثل هؤلاء القدوة الذين إذا رأيتهم في بيوت الله قد عظموا بيوت الله - تعالى - تأدب بآدابهم من العلماء وطلاب العلم والصالحين، وأبشر بكل خير.