خطبة الجمعة بغير العربية .. رؤية شرعية
أسكن في منطقة معظم سكانها من المسلمين غير العرب ،وحيث إن خطيب الجمعة في مسجد المنطقة الوحيد يلقي خطبته بغير اللغة العربية ولمدة طويلة (ساعة تقريبا) فهل يفرض علي حضور الخطبة أم لا ؟،أم هل أنا مضطر للسفر لمنطقة أخرى لحضور الجمعة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الجواب على هذا السؤال يمر من خلال الإجابة على نقطتين:
الأولى: هل يصح أن تكون الخطبة بغير العربية إذا كان المستمعون كلهم أو أكثرهم عجماً؟
الثانية: هل يلزم حضور الخطبة إن كانت عجمية؟
وللجواب عن الأولى نقول: اختلف العلماء في خطبة الجمعة هل تصح بغير العربية أم لا، وأكثر العلماء على أنها تصح عند العجز، وهذا ما قرره مجمع الفقه الإسلامي، وإليك نص قراره: (إن الرأي الأعدل الذي نختاره هو أن اللغة في أداء خطبة الجمعة والعيدين في غير البلاد الناطقة بالعربية ليست شرطاً لصحتها، ولكن الأحسن أداء مقدمات الخطبة وما تتضمنه من آيات قرآنية باللغة العربية، لتعويد غير العرب على سماع العربية والقرآن، مما يسهل عليهم تعلمها وقراءة القرآن باللغة التي أنزل بها، ثم يتابع الخطيب ما يعظهم وينورهم به بلغتهم التي يفهمونها)
أما عن النقطة الثانية: فالظاهر هو وجوب الحضور، سواء أفهمت اللغة التي تلقى بها الخطبة أو لم تفهمها، فإن قلت: ما الفائدة من الحضور مع عدم الفهم؟ قلنا: لا تخلو الخطبة من آية تسمعها، أو حديث تنصت إليه فتستفيد من ذلك إن شاء الله تعالى.
ثم إن لك أجر الحضور والاستماع ويكفيك في ذلك ما رواه أحمد والترمذي وغيرهما من حديث أوس الثقفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من غسل واغتسل ثم غدا فابتكر وجلس من الإمام قريباً فاستمع وأنصت كان بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها" هذا وننبهك إلى أنه لا يجب عليك السفر لمنطقة أخرى لحضور الجمعة لأن من شروط وجوب الجمعة الإقامة، فلا تجب على المسافر، فكيف يجب السفر من أجلها؟
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: