كيف أتخلص من السرحان في الصلاة؟ وهل يشرع سجود السهو لترك سنة من سنن الصلاة؟

منذ 2015-03-03
السؤال:

سماحة المفتي: في الآونة الأخيرة أصابني سرحانٌ في الصلاة وشرود، وأصبحت أسهو في صلاتي كثيرًا، ولا أدري كم صليت، وفي كثيرٍ من المرات أسجد للسهو، وأنا لا أدري هل ما حصل يوجب مني سجود السهو أم لا، وأقول في نفسي: سأسأل شيخًا عن هذا الأمر، ثم ما ألبث أن أنسى ما حصل تمامًا، ولا أذكره، وما أعانيه يضايقني كثيرًا، وأسعى لأتخلص منه - أسأل الله أن يكتب لي ذلك - ويعلم الله أني أجاهد نفسي على التركيز في صلاتي، وأبدأ فيها ووضعي جيد - والحمد لله - وفي منتصف الصلاة لا أدري ماذا يحدث لي، فأفقد تركيزي تمامًا، بل أسرح كذلك، وأجد نفسي أفكر في أحداث اليوم، وما فعلت، وما سأفعل، فكيف لي أن أتخلص من هذا الأمر؟ وهل من توجيه لديكم - جزيتم خيرًا -؟ وقد نسيت سنة من سنن إحدى صلواتي - على ما أذكر – وأظنني سجدت للسهو، لكني لست أذكر هل كان ذلك قبل السلام أم بعده، وفي إحدى المرات أثناء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير قلت: ( وبارك على محمد، وعلى آل محمد ... إلخ) ولم أقل: ( اللهم بارك ...) إذ ذلك ما حفظته من كتاب حصن المسلم، وأذكر أني حينها سجدت للسهو، ولكني كذلك لا أذكر متى سجدت، فساعدوني - جزاكم الله خيرًا - وأفتوني - يرحمكم الله -.
 

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالذي ننصحك به هو الاجتهاد في تحصيل الخشوع في الصلاة، فإن الخشوع هو لب الصلاة، وروحها، والخشوع هو الذي يدفع عنك هذا الشرود، وذلك الالتفات بالقلب عن الصلاة.

وإذا حصل لك سهو في الصلاة، فلم تدري كم صليت: فإنك تبنين على الأقل، ثم تسجدين للسهو في آخر صلاتك، إلا إن كنت مصابة بالوسوسة، فلا تلتفتي إلى الوسواس، ولا تسجدي للسهو.

وليعلم أن السجود للسهو قبل السلام أو بعده جائز، وإنما خلاف العلماء في الأفضل.

وترك سنة من سنن الصلاة لا يوجب سجود السهو، بل لا يستحب له ذلك عند كثير من العلماء، قال النووي - رحمه الله -: وأما غير الأبعاض من السنن، كالتعوذ، ودعاء الافتتاح، ورفع اليدين، والتكبيرات، والتسبيحات، والدعوات، والجهر والإسرار، والتورك، والافتراش، والسورة بعد الفاتحة، ووضع اليدين على الركبتين، وتكبيرات العيد الزائدة، وسائر الهيئات المسنونات غير الأبعاض، فلا يسجد لها، سواء تركها عمدًا، أو سهوًا؛ لأنه لم ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم السجود لشيء منها، والسجود زيادة في الصلاة، فلا يجوز إلا بتوقيف. انتهى.

وأما قولك: "وبارك" فلا يشرع له سجود السهو، وقد وردت به الرواية، فقد وردت الأحاديث بصيغ مختلفة، ففي بعضها: اللهم بارك على محمد. وفي بعضها: وبارك على محمد.

والواجب من الصلاة على النبي في الصلاة هو قول: اللهم صل على محمد.

وننصحك بالاجتهاد في تعلم العلم الشرعي، فإنه من أعظم ما يعصم من الوقوع في مثل هذه الأخطاء.

والله أعلم.

الشبكة الإسلامية

موقع الشبكة الإسلامية

  • 4
  • 0
  • 13,414

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً