أحوال الشك في الصلاة
أحسن الله إليكم ووفقكم، وسؤالي: إذا شك الإنسان في آخر صلاته وهو جالس هل هذه جلسة التشهد أو هي الجلسة بين السجدتين وشك هل سجد سجدة أو سجدتين، فبنى على الأقل فجعلها الجلسة بين السجدتين ثم لمّا همّ أن يأتي بالسجدة الثانية، وقبل أن يضع رأسه على الأرض ترجح لديه أنه أتى بالسجدتين وأنه أخطأ غلب على ظنه وليس يقينا، فرجع ولم يكمل السجدة وعاد إلى الجلوس وتشهد وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلم، وبعد السلام سجد للسهو سجدتين، فهل فعله صحيح أو يلزمه إعادة الصلاة؟ مع العلم أنه يكثر لدي السهو والشك في الصلاة فأعرض عنه لكن أحيانا يقوى الشك فأبني على الأقل، وجزاكم الله خيرا ويسّر أموركم وغفر ذنوبكم وكفاكم هموم الدنيا والآخرة لما تقدمونه من جهد في نفع المسلمين، آمين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالأصل أن من شك هل سجد سجدةً أو سجدتين أو شك في عدد الركعات أنه يبني على الأقل المتيقن فيأتي بما شك فيه، لأن الشك في ترك الركن مثل تركه ثم يسجد للسهو، ولا يبني على غلبة الظن في قول الجمهور.
فعلى قول الجمهور تبطل الصلاة إذا لم يبن على اليقين وعمل بغلبة الظن فلم يأت بما شك فيه، وذهب بعض أهل العلم إلى أن صاحب الشك يتحرى الصواب ويعمل بما غلب على ظنه إن كان عنده غلبة ظن ثم يسجد سجدتين بعد السلام وهو اختيار شيخ الإسلامابن تيمية وترجيح ابن عثيمين في الشرح الممتع.
وعلى هذا القول، فما قام به الشخص المذكور يعتبر صحيحا، لأنه عمل بغلبة الظن وسجد للسهو، لكن هذا في حق من يأتيه الشك في بعض الأحيان، أما من تكثر منه الشكوك في الصلاة ولو مرة في اليوم ـ كما قال بعض أهل العلم ـ فليعرض عنها ولا إصلاح عليه، ويبني على الأكثر.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: