هل يجب على الكل إيقاظ النائم للصلاة؟ أم على الوالدين فقط؟
هل يجب على الكل إيقاظ النائم للصلاة؟ أم على الوالدين فقط؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد: فقد سبق أن بينا أقوال الفقهاء في حكم إيقاظ النائم لأجل الصلاة وأن منهم من قال بالاستحباب، ومنهم من قال بالوجوب.
وعلى القول بالوجوب أو الاستحباب، فإنه لا يختص بالوالدين، بل بكل من علم حاله، لا سيما ممن يسكن معه في البيت، فإذا رأى الأخ أخاه نائمًا عن الصلاة فإنه يوقظه ـ إما استحبابًا أو وجوبًا على خلاف بين الفقهاء كما تقدم ـ ولا يقال إنه غير مخاطب بذلك شرعًا؛ لأنه ليس ولده، وأن المخاطب بذلك الوالدان، وقد قال الله تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ {طه:132}.
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -: والأهل كل من في البيت، من زوجة، وابن، وبنت، وعمة، وخالة، وأم، كل من في البيت أهل، أمره أن يأمرهم بالصلاة. اهـ.
وأمر الله تعالى المؤمن بوقاية أهله من النار، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم: 6}.
وأهل الرجل لا يختص بالأولاد، بل يشمل غيرهم من الأقارب، كالإخوة والأخوات، وغيرهم ممن يسكن معه في بيت واحد, قال في تاج العروس: فأَهْلُ الرجُلِ فِي الأَصْل: مَن يَجمعُه وإيَّاهُم مَسْكَنٌ واحِدٌ، ثمّ تُجُوِّزَ بِهِ، فقيلِ: أهلُ بَيْتِه: مَن يَجْمعُه وإيّاهُم نَسَبٌ... اهـ.
ولا شك أن المسؤولية على الوالدين أكبر وأوكد؛ لما أوجب الله عليهما من رعاية الأولاد وتربيتهم، وقد جاء في الحديث المتفق عليه: أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ... وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: