حكم امتناع الزوجة عن بعض حقوق زوجها المقصر في الصلاة وتهديده بالطلاق
أنا متزوجة منذ 8 أشهر وعلى وشك وضع طفلتي الأولى، ومشكلتي مع زوجي أنه لا يصلي إلا بالإلحاح مني، وكثيرا ما يكذب ويدعي أنه صلى، وأنا أعلم أنه كاذب، وأثناء عمله لا يصلي، وما أكد لي كذبه هو أن والدته قالت لي إنه كان يفعل هذا قبل الزواج، وقد حاولت معه بكل الطرق ـ بالحب والترغيب وبالمواجهة والخصام ـ فماذا أفعل؟ وهل من حقي أن أمتنع عنه حتى ينتظم في الصلاة؟ أم أطلب الطلاق كوسيلة تهديد؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالصلاة عماد الدين والصلة بين العبد وربه، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله، وتجب المداومة عليها والمحافظة عليها في وقتها، ومن تركها بالكلية فهو على خطر عظيم، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى كفر من ترك الصلاة ولو كسلا، ولكن الجمهور على خلاف ذلك.
فإذا صح ما ذكرت عن زوجك فهو مسيء إساءة بالغة، ولكن إن ظهرت منه محافظة عليها فليس عليك تكلف البحث عما إذا كان صادقا أو كاذبا، وإنما يعامل بالظاهر والله يتولى السرائر، وكون حاله قبل الزواج على هذا التفريط لا يدل على أنه لا زال على ذلك، ولو قدر أن ثبت تفريطه فينبغي نصحه وتذكيره بالله وتخويفه من أليم عقابه، والاستمرار في ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة والرفق واللين، هذا مع الدعاء له بالتوبة والهداية، فإن تاب فالحمد لله، وإن تمادى في غيه فلا يجوز لك منعه شيئا من حقه، ويجوز لك طلب الطلاق منه تهديدا أو حقيقة، والأفضل طلب الطلاق حقيقة من مثله ولو في مقابل عوض، فلا خير في البقاء في عصمة فاسق تارك للصلاة، قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف: إذا ترك الزوج حق الله فالمرأة في ذلك كالزوج فتتخلص منه بالخلع ونحوه. اهـ.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: